أسوأ خطأ يقع فيه الإنسان هو التسرع وإصدار القرارات والأحكام قبل توخي الحقيقة والصواب. والأسوأ أيضا أن نجد من يؤيد صوابية الخطأ من قبل بعضهم في تبعية وغوغائية عمياء.
لقد تسرعت الدكتورة لمياء با عشن في مقالها المطول (حين يؤخذ التكريم غلابا) يوم الخميس الماضي 20 جمادى الأولى في الحديث عن الندوة الوطنية التي أقيمت ضمن برنامج الإيوان الثقافي المصاحب لفعاليات معرض الرياض الدولي فبدلا من أن تتحدث الدكتورة لمياء عن الإصدار الوطني (سيمفونية الربيع) الذي عقدت حوله الندوة تحدثت بالخطأ عن إصدار آخر (الحب في الآسكا) والذي لا علاقة له بالندوة بالكلية، وذلك كما جاء بمعرض قولها:»جاءت الندوة الوطنية دون ارتكاز على دليل وطني واحد، ولو تصفحنا قصائد الديوان لصادفتنا مفردات كثيفة بعيدة جداً عن الوطن وظلاله من مثل: (البيانو والبالية وبلاد الأقحوان وشجرة البلوط والسنونوات والسنديانات والبجع وأجراس الكنائس وروميو وجولييت وقبائل الشركس والأهرامات وأبو الهول وكليوباترا والمطر اللندني ومقاهي الهايدبارك والخبز الفرنسي وبيتهوفن وبيكاسو والسلمون المقدد وأسراب البطارق وأغاني البوليرو والرانشيرا وغابات الخيزران والناسك الهندوسي ورقصة السندباد ومايكل أنجلو وزرادشت...). أين الوطن وظلاله في ديوان شاعرة الوطن؟» الى آخر كلامها..
لقد كيلت ما شاءت الدكتورة باعشن بكل أسف عبارات الاتهام والتجريح دون أن تكلف نفسها بمراجعة عنوان الكتاب الذي أقيمت حوله الندوة فخلطت العناوين وأصدرت حكمها المتجني والمتسرع رغم عهدي بها أديبة وناقدة واعية.
إن المجموعة الشعرية (سيمفونية الربيع) التي أقيمت حولها الندوة الوطنية عبارة عن نصوص شعرية حظيت بعناية ورعاية معالي وزير الإعلام- يحفظه الله- ذلك لأن قلبه الكبير يرفرف كلما ذكر حب الأرض والوطن ومعاليه يؤمن بأن حب الأرض والوطن يستحق التكريم والاحتفاء دون مستثنى ولا استثناء، وكل من تحدث في تلك الندوة كان هدفه فقط الاحتفاء بحب الوطن والأرض ولم يأت أحد مخصوصا كما زعمت الدكتورة لمياء لكي يكيل المدح.
لقد جاءت الندوة عزفا وطنيا خالصا خصصتُ فيه قصيدة (يا عربي) كإهداء لمن علمنا حب الأرض والوطن خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، ملك الإنسانية, صاحب القلب الكبير الذي يسع هموم الأمة الإسلامية والعربية.
وقمت بإهدائه أيضا الى كل من يؤمن بأن الوطن هو كلمة السماء العادلة وإلى النوتة الأولى في سيمفونية الربيع الشهيد محمد بوعزيزي وإلى الأمهات الثكالى وأطفال الحجارة التي رجمت عدوها بحجارة من سجيل. وقد كانت ريتا وشاعر ريتا محمود درويش وقيثار مارسيل خليفة الذي غنى هموم الأرض والوطن عقودا من الزمان المر وحلم العودة وأجمل الأمهات وأحن إلى خبز أمي هي الأناشيد الوطنية التي كونت سلم سيمفونية الربيع الذي اختتمته بسيمفونيتي الخاصة وطفولتي وأحلامي بربيع مزدهر ببراعم السلام والنصر والأمن والخير والاستقرار.
ومن أهم نصوص المجموعة: حبر أبيض، يا عربي، مسمار من زجاج، عندما فقدت وجهي، لأجل الأندلس أغني، حلم العودة، عندما تعثرت بنجمة، أنا الموقع أدناه، انتحار قصيدة، أحن إليك يا ولدي، الوريث، دولة الحزن، هاربة العينين.
وبالنسبة للموضوع الذي تطرقت اليه باعشن حول تكريم الشاعرة سعدية المفرح فأحب أن أوضح بأنني كنت من أوائل من تعاطف مع موقف مفرح وقد حاولت تهدئة الأمور والتحدث معها شخصيا وتطييب خاطرها لكونها ضيفة عزيزة علينا وقدرت واحترمت موقفها وبنفس الوقت كان الموقف حرجا ولابد من التعاون مع إدارة المعرض وخاصة مدير المعرض الدكتور صالح الغامدي الذي بذل جهودا كبيرة لحل الموقف وحيث إنني بنت البلد وأعرف وأتفهم جيدا ما يحدث ويتكرر بكل أسف في مثل هذه المناسبات الثقافية فتعاملت مع الموقف بما يمليه علي واجبي الوطني للمساهمة والتعاون من أجل نجاح فعاليات المعرض وهذا ليس رضوخا ولا خسارة كما تقول الدكتورة باعشن. وأخيرا إن كانت الدكتورة باعشن لا تعرف شيئا عن إصداراتي وانتاجي الأدبي فخلطت العناوين وأصدرت الاحكام دون تقنين فتلك مشكلتها الخاصة ومشكلة الإعلام العامة وربما يكون السبب كما تقول باعشن بأن هناك الكثيرين والكثيرات ممن يختطفون الأضواء بدون حق ولا خجل - وغيرهم مازال ينتظر- !!
د. وفاء إسماعيل خنكار
شاعرة وقاصة وفنانة تشكيلية