لكن علينا قبل البحث عن إجابة السؤال السابق أن نضع في اعتبارنا أمرين الأول أن ما يصاحب البيئة الثورية من اضطراب في الماهية وفوضى للحد لا يُنتج ثقافة إنما يُنتج ظاهرة ثقافية.
وتلك الظاهرة هي التي تتوسط مرحلة الانتقال من مرحلة» ما قبل» إلى «مرحلة «ما بعد».
والأمر الآخر أن ثقافة ما بعد الثورة تعتمد
...>>>...
يذيل رئيس نادي جدة الجديد (على غير المعتاد) مقالاته الجديدة في عكاظ بمسمى منصبه الحالي، وهو قد يكون كاتباً في عكاظ لمدة ست سنوات كما يذكر في سيرته الذاتية على موقع النادي (وإن لم تذكر له عكاظ في أرشيفها سوى ست مقالات جديدة)، لكني لست بصدد ما عبر عنه في مقالات سابقة لتعيينه، لأن آراءه الشخصية في المرأة لا تعني أحداً سواه، فمن حقه أن يتصورها
...>>>...
لكل لغة طريقتها في نطق الأسماء الدخيلة عليها وحقّ لها ذلك؛ إذ ليس لها إلا أن تستعمل في ذلك أنظمتها اللغوية، فإن كان الأعاجم ينطقون الحاء من (محمد) هاءً فلأن الحاء ليست من أصواتهم، وهكذا كان أمير الشعراء أحمد شوقي ينادي محمد عبدالوهاب: يا مهمد. وكما غيرت الأعاجم أسماء العرب غيّرت العرب أسماء الأعاجم بما تتيحه أنظمة لغتها، فعلت العربية ذلك
...>>>...
دعونا الله سرًا وعلانية على نظام بشار الأسد في سوريا، الذي يقتل المواطنين، كما تفعل فرق مكافحة الحشرات في رش المبيدات على تلك الكائنات الضارة (وهو يسمي المواطنين المعارضين أيضًا بالجراثيم). وامتلأت كثير من خطب المساجد بالدعاء عليه بفظائع الأمور، وبتفصيلات نخجل من أن نعيدها في كتابة تحليلية عن الموضوع، لما تحتويه من تشفٍ في الأطفال والنساء، لا
...>>>...
هذه المقالة وما يتبعها من مقالات تناقش بعض الطرق لمحو الأمية العلمية، أو للتزود بالمعارف الأولية العلمية من خلال نظامنا التعليمي، لذلك يجب أن يتوافر لدينا رؤية واضحة المعالم للمشروع قبل بداية الحديث عن برامج تنفيذ ذلك.
أود أن أشير إلى أنني سوف أعرض لمحو الأمية العلمية ببعض الأساليب التي أرى أنها لبنة واحدة في بنيان أكبر اسميه «محو الأمية الثقافية». ومن هذه
...>>>...
تبدو النظرية لدى عامة الناس نوعاً من الترف والتعجرف الفكري فالنظرية ليست معطى سهلاً، والألفة لها وتطويعها للفهم في حاجة إلى جهد وجديَّة ومثابرة، وبالقدر نفسه مرونة وطواعية للتحول وشهية معرفية مفتوحة على البحث والاكتشاف وإطلاق الأسئلة والفرضيات. ومن هنا يبدو استعصاء النظرية وتعجرفها والشعور أحياناً بأنها بلا ضرورة أو لا معنى لها، أو أنها لا
...>>>...
حين أحس علي شريعتي بالاغتراب الفلسفي.. قادته معارفه الإسلامية إلى مشروع «العودة إلى الذات».. وحينما تفجرت مشاعر الاغتراب عند إدوارد سعيد يوم أحس أنه خارج المكان «Out of Place» كما هو عنوان سيرته الذاتية أعاد اكتشاف الشرق ليس عبر «الاستشراق» ولا «الإمبريالية الثقافية».. بل عبر الشرق نفسه..عبر المعاناة الشرقية.. عبر مظالم الشرق.. مآسيه.. مشاكله وأحاسيسه الداخلية.. وتفاصيله.
اختيار المبدع الصديق عبد العزيز الصقعبي لروايته الأخيرة (اليوم الأخير لبائع الحمام) عنوانًا لا يخلو من دلالة، أذكر أننا تناقشنا حول دلالة (العنوان) الذي كان متداولاً بين كتاب الرواية في الرياض، ولماذا هذا النموذج ودلالة الحمام، وسيأخذننا فضاء الرواية، والمضمون، والبناء، والشخوص إلى كشف وقراءة عمق التحولات، بلا مقارنة بطبيعة الحال بغيرها من الروايات، فالرياض العاصمة السياسية للوطن، تحوي
...>>>...
الفاصلةُ في غُرّة الخُطَبِ، الرسائلِ، بعد التحيَّة، أو بين مواضيع المتون، تُوحي بدلالات تتجاوز التعاقبيّة، منها: (الانتباه والاستعداد تحضيراً للسامع أو القارئ)، (التعارض بين مدلول المبتدأ السلميّ واحتمال تجاوزه في المتن إلى مدلول لا سلميّ)، (فصل المواضيع)؛ والأخيرة لم تكن خافية عن الأوائل، فقد زعم بعضهم -تأويلاً- أنّ (فاصلة
...>>>...
وكان للأصول (الفلسفية الحديثة) المتعلِّقة بِ(جَماليات التلقي) وما يرتبط بِها من (مبادئ) و(أفكار) أثرٌ واضحٌ في بروز (النظرية النقدية المعاصرة)، حيث استطاعت (المفاهيم) و(الأفكار) التي قدَّمها أعلام (الفلسفة الحديثة) أن تُغذِّي هذه (النظرية)، وتَمكَّنت من رفدها ببعض (المصطلحات) و(المفاهيم) التي كان لَها دورٌ بارزٌ في إثراء (النظرية) في جانبيها
...>>>...
تعلو أسوار بيوتنا الخارجية ظلالنا، وأبوابنا أكثر إحكاماً من قضبان السجون، نوافذنا التي أردنا أن تحجبنا عن الشارع حجبتنا عنه وعن الشمس والسماء معاً، وأحواشنا تتسع كل مازادت أموالنا، لكن أنفسنا تضيق كل ما تقدم العمر..
في بيوتنا، نظن أننا نحفظ للفرد خصوصيته بحجرة لا يشاركه فيها أحد، لكننا نعرف أنها مثل الزنازين الفردية، لا يملك فيها شيئاً حتى نفسه، ننسى أن نزوله فيها إقامة جبرية وليس اختياراً، لأنّ
...>>>...
هدأت المواجهة نسبياً بين الطرفين بعد تحرير دولة الكويت، وانتهت بشكلٍ كامل بعد مرور ثلاث سنوات على انطلاقتها الفعلية؛ إذ انشغل القصيبي بعمله الجديد سفيراً للمملكة في لندن 1992م، وتمّ اعتقالُ وإيقافُ البارزين من مشايخ الصحوة، في حين ظلّ الأتباعُ من بعدُ يتعاركون بلا راية، على أرصفة منطفئة، أو في أزقة مهجورة.
بعد سبع سنوات تقريباً خرج مشايخ الصحوة من المعتقل 1999م، وبعد خروجهم بثلاث سنوات
...>>>...
أتساءل أحيانا لماذا تأمل نيوتن التفاحة عندما تسقط على رأسه؟ هل الجمال المتعدد في مكون التفاحة سبب؟ ولرصد العلة علينا أن نتصور المشهد بدراميته المرحلية التالية... عالم مستغرق في التأمل تحت شجرة... تسقط على رأسه تفاحة، ولم تسقط على عضو آخر، لتكون الدهشة أصدق، أي على الرأس، مستودع العقل والمخ ومركز تحديد الدهشة، ويرفع رأسه إلى الأعلى مراوحا النظر
...>>>...
لو تأملت في مصطلحات من قبيل الليبرالية، السلفية، الوسطية، الثوابت، المتغيرات، الإرهاب؛ ونحوها لو تمعنت لألفيت أن المدلول كثيرا ما يتم تغييبه فهو مؤجل لا يَمثل أمام نفسه إلا نزرا مما جعل معالم المفردة تعيش حالة من التيه فهي متشظية وسط زحام الفوضى المصطلحية إذ كثيرا ما يجري إسقاطها من قبل المخيال العام على سياقات لا تمثلها بالضرورة لتجد ذاتها في
...>>>...
عرفت هذا الأديب في الطائف في سن مبكرة من حياتي، وقد قابلته لأول مرة مع ابن عمي (إبراهيم) في أحد الشوارع، وكان شاباً حبوباً مشعاً بالنضارة والفتوة، ويبدو أكبر مني، وعندما عرّفني عليه ابن العم كنت قد قرأت له مقالات قصيرة في بعض الصحف المحلية وفي مجلة المنهل في عهد صاحبها المرحوم: عبد القدوس الأنصاري، وهي من أقدم المجلات الأدبية السعودية وتصدر في مدينة جدة للآن.
يتحقق النصر الحقيقيُّ الكامل لأي شعب، عندما لا يشعر ذلك الشعب بحاجته إلى أيِّ نصر. أي عندما يقتنع جميعُ أفراد المجتمع بواقعهم اقتناعاً تاماً، يبعدهم عن التفكير في خوض أيِّ معركة ضدّ أي أحدٍ أو شيء، لتحقيق أي نصر. فهل هذا ممكن؟!
لا أعتقد أن ذلك سهلاً، بل أراه أشبه بالمستحيل؛ لأننا لم نجد شعباً واحداً في أيِّ مكان أو زمان اتفق جميع أفراده على كلِّ ما في وطنهم، أو اقتنعوا بكل ما يسود
...>>>...
مخرج تلفزيوني سوري ظهر على شاشة تلفزيونية يتحدث عن فلمه الجديد الذي يحمل عنوان «ملك الرمل» ويتعرض لشخص الملك الراحل مؤسسة المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-. مخرج الفلم السينمائي هو التلفزيوني «نجدت أنزور».
من حق أي مخرج سينمائي أو تلفزيوني أن يتناول أية شخصية تاريخية أو معاصرة على أن تكون القراءة موضوعية. أنا لم
...>>>...
(1) يمكن الجزم، أن الأدب الجيد، يكتب بالعرق والدماء. لكنه أيضاً، يكتب بالفاجعة أو على الأقل، بما يلامس الفاجعة بحدودها التي تترامى في بقاع الذات كأنها صحراء بلا نهاية. والأدب الجيد، غالباً، يعاني من مشكلة، عويصة، تتكرر في كافة الأزمنة وتتلخص في كونه، أي هذا الأدب، خارج لعبة الكتابة الثقافية والحياة الثقافية والمعايشات الثقافية من كل لون وصنف ومثال، فيما خلا بعض الكتاب الذين يعتبر نشاطهم
...>>>...
بعد أن أمضينا جولة سريعة في موضوع حيوي يعيش معنا لحظة بلحظة، ويرافقنا في كل مكان نحل فيه ونرتحل، وقد أصبح الجهاز الناقل للصورة من مكملات المنازل والمكاتب، بل تعدى ذلك إلى الحمل اليدوي مساوياً للحقيبة التي تحفظ لنا الأوراق الضرورية، وتساوى في ذلك الكبار والصغار، وصارت الثقافة الرقمية المصورة كالطعام اليومي في حقيبة كل مسافر وعلى مكتب كل مقيم،
...>>>...
عند قراءتي لمؤلف الدكتور المبدع إبراهيم التركي بعنوان (فواصل في مآزق الثقافة العربية) وجدت نفسي أقف على خريطة محكمة التفاصيل لواقعنا المرير تتجلى في فواصلها كل سطر من أسطر هذا الكتاب ووجدت أن هذا الكتاب يحتم على القارئ الشعور بأنها ليست فواصل بل وقفات ومنعطفات حقيقة وتصورات ومرئيات جلية تحكي الصراع الثقافي العربي والمحلي على وجه الخصوص ولعل المؤلف أورد في مقدمته «بأن التقسيم الافتراضي
...>>>...