(1)
قلتُ عنواناً قديماً؟
كلُّ العناوين قديمةٌ،
وكلٌّ منا يكرر نفسه كلَّ عشرين عاما
(2)
عندما قال نزار قباني:
(اشتقتُ إليكَ فعلّمني أن لا أشتاقْ
علّمني كيفَ أقصُّ جذورَ هواكَ من الأعماقْ
علّمني كيفَ تموتُ الدمعةُ في الأحداقْ
علّمني كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواقْ)
لماذا وضع عبد الحليم حافظ اسم (الحب) مكان (القلب)؟
هل كان المطربُ يعرفُ ما لا يعرفه الشاعر؟
هل ثمة حبٌّ يموتُ والقلبُ لا يزال حياً؟
هل ثمة ما يقال في هذه الحالة إلاّ:
(لو أني أعرفُ خاتمتي ما كنتُ بدأتْ)؟!
(3)
هو الاضطرابُ عمَّ كلّ شيء
حتى الأجواء باتت لا تعرفُ موقفها من الأرض
مرةً تمطرُ ومرّاتٍ تغبرُّ..
حتى الليل باتَ أقصرَ مما اعتدنا
لا شيء أقصر من ليالينا الآن..
كيف كانت ليالينا تطول، عندما نكون في حضرة الحزن؟
هل تغير الحزنُ أيضاً..
وصارَ ملولاً..
لا يصمد..؟
(4)
ليس بينه والحلم قناعة
ولكنه يحلم..
ليس بينه والأمل مشاوير
ولكنه يمشي إلى تيههِ
وأحياناً يطير..
إنه يتسلّى بأصابعه والدماغْ
إنه يتجنّى على جرحهِ
كالأطفال يلعبُ..
إنه يتعبُ من الضجّة في روحهِ
فيهربُ إلى عمق الفراغْ
(5)
سيتغيّر؟ ربما
سيتأخّر، ويتكبّر.. إنما
لن يضع العمرَ على طاولةٍ مستديرة..
ولن يجلسَ بين الكراسيِّ المحجوزةِ للذكريات.
لقد فتح البابَ واسعاً،
وتركه مفتوحاً،
وخرجَ بصحبةِ الضجر والأسبرين..
ffnff69@hotmail.com
الرياض