سَكَبتْ كوكبًا من الماءِ وانزاحت
إلى صدرِ شاطئٍ كي تَدَفَّأْ
أخرَجتْ قلبَها على سَاقِها المغروسِ
في غربةِ الرِّمالِ لتَقْرأْ
شاطئًا.. شاطئًا تبدَّى لها القلبُ
وفي الغيبِ شاطئٌ ما تجزَّأْ
أيُّ روحٍ تفرَّقَ البحرُ فيها
فتهاوى محارُها وتلألأ
ربّما للغروبِ عُكَّازُ شوقٍ
ضربَ البحر كي يُثيرَ المرفأْ
سَكَبَتْ دمعةً وضمّت يديها
كي يضَلَّ الغروبُ دربَ المَخْبأْ
كانَ في قلبِها الطويلِ زمانٌ
دفَعَ اليأسُ حلمَهُ إذ أبطأْ
ساعةُ الرَّملِ ها هُنا بين موجٍ
وصخورٍ أنفاسُها لم تَهْدأْ
جدَّفتْ بالعيونِ والبحرُ باكٍ
دمعةٌ تنتهي وأُخرى تَبدأْ
الرّحيلُ الذي تنحَّى عن البحرِ
أنابَ الحنينَ لما تَهَيَّأْ
والغروبُ استدارَ دون قنوطٍ
غسلَ البحرُ ذنبَهُ فاستبرأْ
وهنا غادةٌ عليها خيوطٌ
من شجونِ الرياحِ تُحمَى وتُطْفَأْ
دفَقَتْ قلبَها على صفحةِ الماءِ
وراحتْ بلا وعاءٍ يُمْلأْ
تركتْ خلفَها كتابًا قديمًا
وسُطورًا وقصةً لم تُنشَأْ