1.
في الصباحِ الحرّ
والدنيا اكتنازٌ وصفاءْ.
يسهلُ البوحُ وتسمو الأنفُسُ.
والنسيمُ العذبُ يلهو والعصافيرُ غناءْ.
أمطرَ الدنيا من الشرقِ الجمالْ
فاستفاق الوردُ من سكرتهِ
واغتنى الفلّ وغنى النرجسُ.
حدثتنا نخلةٌ عن أمّها
معشرَ الطيرِ تعالوا واجلسوا
قالت النخلةُ للبيتِ تواضعْ: أيْ تعالْ
أينعَ الحبُّ فأهدتْهُ نجوماً والتفاتاً وخيالْ
وارتقتْ بالبيت أطيافُ القصيدْ
صاحَبَ الغيمَ وفي الغيم نساءٌ وحياءٌ ودلالْ
إذْ تهامسنَ وإنْ لمْ ينبسوا:
ويْكأنَّ البيتَ طالْ!!
أدرك المضمونَ، والمعنى الزلالْ
فانتشى..
واصطفى منهنّ يا سبحان من سوّى غزالْ
غادر التربةَ والحيَّ القديمْ
وابتنى قصراً مع الغيمِ الثقالْ
كانت النخلةُ ترويها
وللدمع مقامٌ ومقالْ:
باتساعِ البيتِ ضاقَ المجلسُ.
2.
لعينيك يا طفلتي المشتهاةْ
أصلّي كثيراً، وأدعو الإلهْ
ليحفظَ للوردِ أكمامه ونداهْ
ويحفظَ سحرَ الترابِ
وسرّ المياهْ.
3.
أحببتُ نفسيَ بعد أنْ أسكنتها
حبّ البلادِ
فأورقتْ بالناسِ
ورسمتُها شجراً
وقد علّمْتُها أنْ لا تثورَ
على ندى الكرّاسِ
لكن فرحتُ وقد رأيتُ ثمارَها
ولمحتُ في أفيائها حرّاسي.
4.
يا شجري
يا نبت اللهْ
يا من تمنحني البسمة قبلَ الآهْ.
5.
سألَ الطيرُ الحمامَةْ:
موعداً في ساحةِ الرقصِ
وأهداها غمامَةْ.
هو في التيهِ مثالٌ وعلى التيهِ علامَةْ.
ضحِكتْ في خفقةٍ وابتعدتْ..
وصداها في الفضا: يومَ القيامَةْ.
6.
هي طفلةٌ
أو قلتُ أنثى من عطورْ.
هي لهفة البلورِ
تأتي كانتشاءِ قصيدةٍ وطيورْ.
والضوءُ يطلبُ راحةً
والضوءُ يقفزُ كالفراشِ أمامها ويدورْ.
هي لعبةُ الأضواءِ تسحرني
فأطلب عثرةً لتقيلني فأقالْ.
هي عقلُ أنثى قدْ تشكّلَ مِن جمالْ.
عقلٌ أليفٌ ثمّ ينفرُ كالغزالْ
والماءُ يدعوها ويدعوني: تعالْ!!