إلى جارتي العزيزة:
أيتها الحياة،
أعتذر عن عدم الرد عليكِ مؤخراً لأسباب تتعلق بالزنجبيل، والشاي والأخضر ومنقوع أصابعي. وحكاية (الشتيمة الكبرى) التي سأحدثكِ عنها لا حقاً.
حسنٌ!
* هل بإمكانكِ أن توفري شيئاً مختلفاً؟!
- أشعر أنني بحاجة إلى كمية من الصباح منزوع روائح سجائرهم، وقهوة (Dunkin) والـ(Cupcake) باللون الوردي، ورسائل شركة الاتصالات، وأن يَعْلق سحاب حقيبتي في القماش في كل مرة ولا أتذكر إصلاح هذا الأمر إلا إذا فتحتها، أو أن تضيع فاتورة ما وقد دفعت عربوناً، ولا أعرف اسم المكان اعتماداً على ذاكرة الفاتورة، أن أتأخر كثيراً؛ لأن أحد الحمقى سدّ الطريق ليتشاجر مع الآخر؛ بسبب احتكاك صغير بين سيارتيهما وبفكرة الشجار الجاهزة (من المخطئ)؟!
الصباح أنحل من أن يحمل كل هذا، فعليكِ حشوكِ جيداً بكل هذا، ومن ثم بالموتى، والمتسولين الذين لم يتسولوا بعد، وبالخيبات، وأحاديث النساء الجانبية. أحشيك جيداً ثم قهقهي بأعلى وجع ممكن! أو كما تحبين هذه الأيام (Lol)!
أتفهم أن كل هذه القبور ندبات في وجهك، وأن كل هذا الأحمر الذي يلطخ جدران العالم ليس بخاخ ألوان بالتأكيد، ولا درجة من درجات طلاء أظافرك.
وأعرف أن العاشقات لا يثرثرن طويلاً في حال تدبير مكيدة ما، فلا تختصر العاشقات سوى الكيد، لكن فكري قليلاً! على الأقل أنتِ تملكين صلاحيات أوسع! كأن تدحرجي أحداً أو تعلقي مكاناً ليتدلى عقاباً له! فكرة أنكِ كرة مدهشة أيضاً للانتقامات الصغيرة، أو بعض التعديلات النفسية. والأقطاب التي من الممكن أن نجمد فيها حرائق الغابات والغايات، وأن نحفر هناك، ولا نزود الحفر الجليدية بخدمات الإنترنت السريعة، ولا حتى بخدمة البريد العادي! نحتاج فقط لهاتف عمومي للاتصال بأمي، في المشهد الخاص بي هناك.
حسنٌ أخرى!
ما الفخ الذي يمكن نصبه لحماقات كهذه؟!
هل ترين أنه من الجدوى الحديث في أشياء كهذه من هذه المسافات؟!
هل أخبرتكِ أن النصّ الجيد هو الذي يقتني صاحبه كثيراً ويحافظ على لياقاته ومقتنياته، وأن فن اقتناء المهمش حاجة كبرى؛ لأن الإحالة إلى نص الحياة قصيدة أكسجينية خام؟! وبنفس طول النغمة حين يمسك نص ما ببندقية ويقف على ثكنة؟!
لعلكِ لم تخمني بعيداً هذا الرد، لكنكِ أنتِ الوحيدة التي تعاملني بمرتبة سيدة، في حين أنني لم أزل بمرتبة نفسي. وأنكِ تقترحين أشياء غريبة مؤخراً، لكنكِ مجدية في الحالات الأقل مرحاً، ومرنة لمسافة أن أكرمشكِ في كيس (Maltesers) لإعدادكِ حفلة للصغار، أو في الصَدفة التي تعرفين، والتي قررت أن أصنع لها بهواً وستائر جديدة، وهذه حكاية أخرى ليس حينها الآن. أطلتُ إليكِ..
ونسيتُ أن أجهزة الرد الآلي، واليدوي مُعطَلَة هذه الأيام. اكتبي لي إن أردتِ بطريقة الطيبين. لا ذنب لكِ فكثيراً ما أُدرك هذه الأشياء متأخرة كعادتي.. أعتذر لكِ إنه ذنب الأولاد الأشقياء!
- الرياض