«الطفلان الباكيان في الملتقى الدعوي.. فلنسأل مقام الوزارة» بدأ عنوان المقالة مُربكًا للمتلقي بين رغبة ورهبة وفضول وجهل.. وصولاً إلى الحد الفاصل بين الشك واليقين بأن ثمة دمعًا ودمغًا..
العنوان بوصفه مفتاحا بدا يافعًا كئيبًا قبل عبارة «الملتقى الدعوي» ثم تأزم في المنتصف ليثير سؤالًا مازال قائما: كيف تجتمع البراءة مع رصاصة البكاء والعنفوان مع رصافة العدوان والطهر مع الطِّمر والضمور مع الضمير في ملتقى دعوي يُختم بفاجعة ومفاجأة بصيغة جمع «فلنسأل» لا تقبل أنصاف الحلول والخِلال..
المقالة بدأت بمفردة (مؤلم) وانتهت بسؤالين ما قبل آخره أشد إيلامًا وكأنه يختزل الوجع الذي استهلت به تلك المفردة التي شكلت الشرارة الأولى للمضمون..
المسافة بين الألم في المبتدأ والأمل في المنتصف والسؤال في المنتهى لا تقاس بدنس فضاء لا جاذبية فيه وتفاحة نيوتن هي الصورة.. والصورة في داخلها فزع وفي خارجها قزع وفي أسفلها قرع وفي أعلاها وجع وعلى جنبيها صدع.. والتغريدة تعويذة خداع البراءة فيها براعة والاستغلال استقلال والذم مديح مجموع والأذى إيداع موعظة ومذياع نفع..
الصورة تُرى وتتوارى وتُعرى بعُرى مؤدلجة مؤدلخة.. والسياق الكتابي سباق لا يركن إلى عناق صوري رشيد يوازن بين هذا وذاك وهذه وتلك..فكأن المناصحة مناطحة والمصالحة مصارعة..
بلاهة الخطاب اهتزت وما انبتت غير كل ذي عوج وبلاغة العنف في الخطاب الديني تجلت وغياب ترشيد الخطاب - أيا كان نوعه وكمه - إلى الوسطية بدا واضحا يشعر به الصغير قبل الكبير والداني قبل القاصي والجاهل قبل المتعلم والمتأمل قبل المأمول..ليس على الدين فقط بل في كل الاتجاهات والدين هو موجه لكلها فيستحيل أن نتغير ونحن لا نملك خطابا متزناً - بغض النظر عن صدق أو كذب ما نُشر -.. فالخطاب الديني يدفع بالتي هي أحسن وينبذ الأسوأ.. والعنف ما كان في شيء إلا شانه وأحاله يبابًا.. والرفق ما كان في شيء إلا زانه ورزنه.. فحري بنا أن نقف متأملين لفقه فقه الوسطية في كافة تعاملاتنا فهي منهج حياة جامع لكل شيء.. فتزينوا بالرفق وتشوهوا به على بينة وتبين تستووا بالدين على بصيرة فتحسن الحكمة قبل الموعظة فمرهم وقاية مع درهم رفاهية خير من وجع علاج أجاج.
فاصلة
لا تلوي على سوء لكنها تبوء بإثمها:
- الأسئلة بدت في الظل أكبر حجمًا من ساقها التي كشفتها الحقيقة..
- التعرية في أحايين تورية، وفي رواية توبة مُسْبَع مُستتبع، ونصوح نضوح!!
Tahani_aleidi@hotmail.com
@tahanialeidi
- الرياض