لم يبلغ مئة صفحةٍ من القطع الصغير لكنه ممتد أكثر من مئةِ دمعةٍ وآهةٍ تروي الفقد والوجدَ، وتخالط الحنينَ والأنين، وتسائل الشاعر لو قال: هل يستطيعُ إضافةً وإفاضة؛ فالموتُ هو المدار وبحضرته تصمتُ الكلمات، كذا يعيش من يقرأ كتاب الدكتور عبدالرحمن الشبيلي الذي صدر مطلع هذا الأسبوع موسومًا بـ ( حديث الشرايين: رحلة ستة عشر عامًا مع أمراض القلب) عن ابنه الوحيد (طلال) ومعاناته مع مرض القلب الذي فاجأه صغيرًا في أواخر عشرينه وأسلمه للوفاة في أول أربعينه مع بوادر أملٍ يلوح وسط ألم الشاب وقلق الوالدين والأختين والزوجة ومتابعة لم تعرف اليأس بين مستشفيات الرياض وباريس حتى حان الأجل في سبتمبر2012م ولنقرأ بعد ثلاثة أشهر من الرحيل الصعب أبًا يستعيد تفاصيل البدايات والنهايات وما بينهما في قراءةٍ دامعةٍ وإن بدت محايدةً راضيةً مؤمنةً بقدر الله وداعيةً له بالرحمة ولبنيه بالحياة الطيبة.
قدم الكتاب الدكتور بهاء فاضل استشاري أمراض القلب بمستشفى الملك فيصل التخصصي وهو الطبيب الذي رافق المريض وتأريخه المرضي على مدى أكثر من ثمانية أعوام، وبدا أسلوب الدكتور الشبيلي القَصِّي انسيابيًا يقود سطره الأول لصفحته الأخيرة مع ذكرى قاسية عبرت ولن تغيب.