النحت على الثلج، الرمال، البطيخ، الموز، قشر البيض أو حتى النحت على رؤوس أقلام الرصاص. أتعجب كثيرا من حجم هذا الشغف الذي يدفع الإنسان للقيام بمثل هذا العمل رغم دقته وصعوبته ورغم كون الجسم المنحوت قابل للذوبان أو الكسر في كثير من الأحيان، تكون الإجابة بأنه التحدي وشغف الوصول إلى النتيجة بالرغم من أن هذه الأنواع من الفنون قد لا تحسب فنونا بمعناها المعاصر أو قد لا تحسب لها قيمتها الفنية مقارنة بأعمال الفنون البصرية المعاصرة، هذا الشغف والدقة والصبر تكون الدافع خلف الجمال الذي يبهرنا في الكثير من المنتجات الشعبية الدقيقة التي للأسف بدأ الكثير لا يؤمن بأهميتها بل في بعض الأحيان نجد البعض يقلل من قيمتها. حدثتني إحدى الزميلات بأنها أثناء زيارتها لإحدى الجامعات في أستراليا لاحظت وجود قسم خاص لتدريس الفنون الشعبية والتدريب عليها مع التوعية بالمحافظة عليها وإدراجها ضمن المقررات لطلاب وطالبات الجامعة خاصة في تخصص الفنون، أعتقد أنه مهما بلغنا من تطور في الإتجاهات الفكرية التي تقف خلف مفاهيم الأعمال الفنية المعاصرة إلا أنه لا غنى للفنان وخاصة طالب الفنون من الرجوع لمثل هذه الفنون في دقتها وتقنياتها وروحها التي لا تتكرر في ما سواها من فنون. كانت لي لقاءات مع عدد من المختصات في ممارسة الفنون الشعبية والحرف اليدوية المحلية ورغم وجود الدعم من هيئة السياحة والآثار أو من جمعية المحافظة على التراث وغيرهما من الجهات القليلة، إلا أن الحيز الحقيقي لن يكون إلا عبر التخصصات الأكاديمية التي تفعل هذه الممارسات المهنية الشعبية بأي شكل كان وخاصة إذا وظفت هذه المنتجات بدقتها وألوانها وجماليتها المميزة كمنتجات سياحية؛ والأجمل لو أعلنت مسابقات محلية في ابتكار وإعادة صياغة التراث.
Hanan.hazza@yahoo.com
الرياض