العَلَم بعلمه.. الإنسان بتواضعه.. الهادئ بصوته.. الحكيم بصمته..
جمعتني به الصدفة السعيدة في رحلة لذيذة المذاق إلى حضرموت منذ أكثر من عامين.. كان خير رفيق.. وأعزّ صديق .. هذا عن شخصه..
ماذا عن قدراته العلمية؟ ومنجزاته العملية؟ هذا ما أمكن لي تناوله من خلال سيرته الحياتية.. ومسيرته الذاتية المشبعة بروح المعرفة الواسعة..
بداية من إطلالته على الدنيا عام 1362هـ في عودة سدير.. مروراً بمراحل حياته الدراسية.. وصولاً إلى اهتماماته المعرفية.. نهاية بمعطياته على أدبيات الحرف..
بدأ متدِّرجاً في مراحله الدراسية يعبرها خطوة خطوة في يقين الواثق من دربه.. حتى إكمال دراسته الثانوية من المعهد العلمي في الرياض.. فكلية اللغة العربية عام 1387هـ فالماجستير في نفس التخصُّص من جامعة الأزهر عام 1394هـ.. فالدكتوراه من نفس الجامعة تخصُّص أدب ونقد عام 1398هـ.
ومن رحلته الدراسية إلى مرحلته الوظيفية في أكثر من موقع.. من مدرِّس إلى أستاذ مشارك.. إلى أستاذ.. ثم إلى عميد للدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حيث تولّى تأسيس العمادة بكلِّ إداراتها.. ومرافقها.. مشرفاً على الرسائل العليا.. إضافة إلى التدريس لطلابها.
وخارج نطاق الجامعة عمل مستشاراً غير متفرِّغ في وزارة التخطيط لأعوام ستة.. هذا عن خطِّه البياني في مهنته التعليمية.. ماذا عن نشاطه الفكري والأدبي الثر؟!
- زاول الكتابة منذ كان طالباً في عدّة صحف ومجلات سعودية.. إلى جانب برامج إذاعية وتلفزيونية.
- كرّمته جامعة الإمام والرئاسة العامة للشباب وثلوثية الدكتور المشوح وهو جدير بالتكريم على ما أعطى.
- له في شعر القبائل العربية.. وفي الأدب.. والتاريخ.. والنقد.. وأنساب القبائل.. ومعرفة البلدان.. والشعر الشعبي.. والتاريخ الشفهي، باع طويل يُشكر عليه.
من بين عناوينه التي تجدر الإشارة إليها لأهميتها وقيمتها، كتابه عن شعراء بني قشير في الجاهلية والإسلام في آخر العصر الأموي، ومؤلّفه وطن يعبر القرن، وشرحه للمعلّقات العشر، ورؤى وآفاق، وديوان الصمة القشيري، وشعراء بني عقيل وشعرهم في الجاهلية والإسلام تحقيقاً ودراسة، وشعر بني عبس في الجاهلية والإسلام حتى آخر العصر الأموي جمعاً وتحقيقاً ودراسة، وقضايا ودراسات نقدية، وكتابه عن غريب الألفاظ المستعمل في قلب جزيرة العرب، ومع التجديد والتقليد في الشعر العربي، ووقفات على الاتجاه الإسلامي في الشعر العربي، إضافة إلى قضايا أدبية تمثِّل مجموعة محاضرات أُلقيت على طلبة الدكتوراه.
غيضٌ من فيض أعطاه شيخنا العَلَم والمربِّي والمؤلِّف والإنسان الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عبد الله الفيصل.
بهذا الكم من الأدبيات المختلفة المشارب أثرى مكتبتنا العربية ثقافة نوعية متخصِّصة هي في حاجتها إليها.. وبهذه الصفات والمواصفات لعلمه، وتواضعه، ووقاره، استحقّ هذا الملحق عن حياته الحافلة بالعطاء وكرمز وفاء، وعنوان احتفاء يُذكر به، ويُشكر عليه ... إنه الجدير بالتكريم.