الدكتور عبدالعزيز الفيصل من أبرز الأكاديميين السعوديين الرواد، جمع بين العمل الأكاديمي البحثي والتدريسي والعمل الأكاديمي الإداري بكفاءة عالية، ولو أنه ظل متعلقا بالأول وزاهدا في الثاني. اهتم بتحقيق التراث الشعري العربي القديم وشرحه ودراسته بشكل عام، وبرز في جمع شعر القبائل العربية ودراسته وأصبح من كبار المتخصصين في هذا المجال. وهو إلى جانب كونه دارسا وناقدا أدبياً لهذا التراث الشعري الضخم، فهو كذلك مؤرخ ونسابة ولغوي، له إسهاماته المميزة في هذه المجالات جميعها. كما أعجبني في سعادة الدكتور ربطه المستمر بين أشعار القبائل ولغاتها قديما وحديثا مما يكسب أعماله العلمية قيمة عصرية، هذا بالطبع إلى قيمتها العلمية المرموقة.

والدكتور الفيصل لم تقتصر اهتماماته البحثية في الشعر فقط، بل له اهتمامات بارزة بدراسة النثر العربي القديم، كما يوضح ذلك كتابه «قضايا أدبية»، وهو كذلك مهتم بالأدب العربي الحديث وله بحوث متميزة فيه.

لقد أثرى الدكتور الفيصل المكتبة العربية بعشرات الدراسات العلمية المميزة، وأشرف على العديد من الرسائل العلمية في الجامعة، وشارك في مناقشة عدد كبير من الأطروحات العلمية المتنوعة. وله إسهاماته الواسعة المميزة في مجال الصحافة الأدبية وكتابة المقال، كما أن له جهودا بارزة في إعداد كثير من البرامج الإذاعية وتقديمها طوال مسيرته العلمية والإعلامية الحافلة.

والأستاذ الدكتور الفيصل -أطال الله في عمره- ما زال قادرا على العطاء وينبغي على طلاب العلم الحرص على النهل من معين علمه وفيض أدبه، كما ينبغي على المؤسسات العلمية والبحثية وكذلك المؤسسات المهتمة بالأدب ودراساته السعي إلى توثيق الصلة العلمية به من خلال الاستشارة أو التعاون أو أي صيغة أخرى من صيغ العمل الأكاديمي والبحثي والثقافي.