ليس للإبداع يوم محدد في عامة الطرح، ولذا فالقصة والسرد بشكل أوسع لا يحدد بيوم أو آلية مبرمجة، ورغم هذا أو ذاك لا يفهم مما أقوله أنني ضد الاحتفال بأي من هذه الفنون الأدبية الإبداعية، بل على العكس أزيد تأكيدي عليها وأطالب بها كونها فنوناً حية، فالاحتفال بعيد ميلاد الإنسان تأكيد على قداسته وأهميته في الوجود، كذا هو الاحتفال بيوم القصة وغيرها من الأجناس الأدبية الأخرى، ففي هذه الاحتفالية العالمية بيوم القصة هو تأكيد لأهميتها وقداستها في هذا الاتجاه الإبداعي، وهي منهجية في غاية الأهمية تستثمر ويسلّط الضوء على نواح عدّة وبألوان مختلفة ومتباينة من المناشط التي تتناول هذا الجنس الإبداعي وإبراز بعض الوجوه الصاعدة من كتاب القص، مع ذكر روّاد القص عالمياً وعربياً وخليجياً ومحلياً.. وهنا يأتي دور الأندية الأدبية والمؤسسات الثقافية في إشعال هذه المناسبة واستثمارها في نشر الإصدارات وإقامة الأمسيات وعقد الندوات وإعلان نتائج المسابقات القصصية، والتي من المفترض أن نُظمت مسبقاً لهذا اليوم، ولا يمنع في مثل هذا اليوم ربط ومقارنة القصة المحلية بمثيلاتها العربية والعالمية.. ولا يكون نجاح أي عمل وأي منشط ما لم يكن هنالك إعداد مسبق له على الصعيد التنظيمي والإعلامي، وفلسفته في خلق تواصل بين المبدعين محلياً وعربياً وعالمياً، فيوم 14 فبراير هو جمال إبداعي يستحق تفعيله بما يتناسب وأهميته.. فالاحتفاء به واجب أدبي يجب على كل نادٍ أدبي وكل مؤسسة أو جمعية ثقافية وكذلك على كل أديب ومثقف لاسيما مبدعي القصة والسرد بشكل عام، يحتفل كلٌ بطريقته وبفلسفته الخاصة والتي تشبع ذائقته وتروي إبداعه.
Albatran151@gmail.com- الأحساء