قبل ثلاث سنوات من الآن تقريباً كنت في حديث علمي حول كراسي البحث العلمي مع الدكتور أحمد اللويمي أستاذ الكائنات الدقيقة بجامعة الملك فيصل بالأحساء، وقد تضمن الحديث عدة جوانب تتعلق بالكراسي البحثية وكان حقاً حديثاً فيه من الثراء والتراكمات العلمية والثقافة الكبيرة والتي تتراكم وما نملكه من ثقافة حول هذه الكراسي، وأنها -أي الكراسي- ذات أبعاد إيجابية وإن كانت متأخرة في جامعاتنا السعودية مقارنة بالجامعات الأخرى حيث ظهرت في إنجلترا في بداية النهضة الأوروبية، ومع هذا فإنها أخذت تجري لكي تتواكب وما وصلت إليه هذه الكراسي في الجامعات خارج الوطن، وأنها تخدم البحث العلمي أياً كان مجاله ونوعيته، فهي تعمل على دعم وتطوير مجال علمي متخصص وكما هو معروف أن فكرة هذه الكراسي تقوم على تعاون جهتين ؛ جهة ممولة للبحث العلمي مادياً وجهة أخرى توفر البيئة البحثية اللازمة لنجاح هذا الكرسي، وعادة ما تتولى المؤسسات الأكاديمية والجامعات هذه البيئة.. وإن موضوعات هذه الأبحاث ليس هنالك إشكالية فيمن يختارها: الداعم، أو المؤسسة الأكايمية، أو الجهتان معاً ما دامت هذه الأبحاث تعود إلى الاحتياج لها وأن الوقت الراهن بحاجة إليها أيضاً.. وأعتقد عنوان وموضوع ملتقى «تحولات العصر الرقمي وآثارها على اللغة العربية» والذي تبناه كرسي جريدة «الجزيرة» في جامعة الأميرة نورة جاء في الوقت المناسب ويعكس مدى الاهتمام باللغة العربية، والآثار التي سوف تتعرض لها في ظل هذه القفزات العلمية والتكنولوجية التي يعيشها العالم، وأن تسليط الضوء حول آثار الإعلام الجديد على اللغة العربية بوصفها هوية وثقافة وتشخيص واقعها الحاضر، وما ينعكس عليها من هذا الواقع على المستقبل وما ينصبغ به جيل الشباب في ظل توافر هذه المعطيات التكنولوجية الحديثة وخاصة قنوات التواصل الاجتماعي، خطوة رائدة تبناها كرسي جريدة «الجزيرة» في هذا الوقت، ولا يخفى على الجميع أن الأسماء المشاركة في الملتقى لها دراية واسعة في هذا الموضوع.
نعم أخذت ثقافة الكراسي البحثية تنتشر بكثرة في جامعاتنا السعودية تعويضاً لتأخرها والتي ترتكز على وجود الداعم لها سواء كان داعماً فردياً يتمثّل في شخصية معينة أو من خلال دعم تمثّله مؤسسة ما، وهذا يغذي الهدف الذي من أجله تأسست الكراسي البحثية العلمية.
ونظل نتطلع للنتائج البحثية والإيجابية التي يصل إليها هذا الملتقى في خدمة اللغة العربية ومستقبل أبنائها من خلال الأوراق المقدمة من المشاركين فيه.
Albatran151@gmail.com