أثناء حديث ثريّ الأفكار مع الرئيس السابق لنادي الجوف الأدبي الأستاذ إبراهيم الحميد ومجموعة متميزة من أعضاء النادي خلال معرض الرياض للكتاب الذي أقيم في السنة الماضية، تطرّق النقاش إلى الأدب الرقمي والثقافة الرقمية.
سعدت بجهودهم السابقة لتوفير إصدارات ومجلات النادي رقمياً مثلما هي متوفرة ورقياً.
العصر الآن يتجه للرقمية شيئاً فشيئاً حتى يصبح هذا التحول تاماً في المستقبل، قد يأتي اليوم الذي يتذكّر فيه الأجيال الورق كما نتذكر الآن ورق البردي.. وحري بمؤسساتنا مثلما هو الحال مع الناشرين أن يستعدوا لهذه الخطوة التي قد تأتي بأسرع مما نتوقع في ظل التغيّر المتسارع لعادات القراءة وأنماطها بين أفراد الجيل الحالي.
النوادي الأدبية العصرية الفاعلة هي التي يكون هدفها وتفكيرها كيف تصل إلى المستفيدين بأي وسيلة ممكنة بدلاً من الطريقة التقليدية وهي التفكير في كيفية جذب الحضور لها.. الجميل في هذا التفكير الحديث هو قلة تكاليفه مقارنة بتكاليف البديل التقليدي الثاني المرتبط بطول كلمات الثناء والشكر ولبس المشالح أكثر من ارتباطه بقيمة أدبية تلامس متطلبات العصر وتلبي رغبات الشباب المتطلع إلى وسائل جديدة للتعبير بعيداً عن بروتوكلات وروتين الأمسيات الصفّية.
ما يميز المؤسسات الثقافية الغربية هو ديناميكيتها التي تجعل أنشطتها ذات لباس وروح معاصرة، لذلك يكون الإقبال عليها وعلى المشاركة فيها مبهراً من جميع المهتمين بالشأن الأدبي.. تقوم هذه المؤسسات بالاحتفاء المتواصل بالتجارب الأدبية والفنية التحديثية في استخدام وسائل التواصل الاجتماعية، وتقيم مسابقات لروادها، وتجمع الأكاديميين مع المبدعين حتى ينتج عن هذا الخليط النقدي الإبداعي مساراً تصحيحياً يهتدي به المبدعون ويسترشد به النقاد.
النادي الأدبي الذي سيذهب للشباب في عقر مواقعهم الشبكية، ويقدم خدماته لهم، سيتخلى عن تقوقعه الجغرافي الإقليمي وسيكون نموذجاً عصرياً لمنارة ثقافية يغبطها المتقوقعون.
fmuneef@gmail.com