خصصت مجلة «الكلمة» الأدبية الإلكترونية التي تصدر شهرياً من لندن ملفاً في عددها لهذا الشهر عن الأدب والثقافة الرقمية، واشتمل الملف الذي أعده عبد الحق ميفراني على استطلاع آراء كُتّاب ومبدعين حول هذا الموضوع الحديث، حيث قال الكاتب المغربي علي العلوي إن عدداً غير محدود من النصوص الأدبية، وبخاصة الشعرية، تحولت من وجودها الشفهي إلى مجال الوجود الورقي فالرقمي، دونما تغير أو تبدل يلحق بها، ولعل هذا الأمر كاف للتدليل على أن النص الأدبي يحقق خصوصياته بعيداً عن شكل نشره، لذلك فإن الذي يتحوّل ويتطور هو طريقة تقديم هذا النص للقارئ، الشيء الذي قد يزيد من مستوى تداول النص أو يقلصه.. بينما ذكر الكاتب عبد الرحيم مؤذن أنه يتوجب الاعتراف بأن معظم مثقفينا وأدبائنا لم ينخرطوا بعد في هذه الممارسة الجديدة.. والأمر قد يتعلق بأسباب ذاتية فضلاً عن الأسباب الموضوعية، فالعلاقة مع النص علاقة جسدية، ومرجعية معظم كتّابنا مرجعية ورقية تعكس تاريخاً من القداسة والتقديس للحرف والكتابة.
وقال الباحث المسرحي أحمد بلخيري إن كل المكتسبات التقنية مهمة ومساعدة للقارئ والباحث والمبدع، لكن بالموازاة مع هذه المكتسبات التقنية لوحظ اندفاع واستسهال في النشر الإلكتروني، رغم عدم توفر النص الأدبي الرقمي أحياناً على المقومات الفنية المطلوبة.