أحد أهم التحديات الشاقة التي تواجه الأم في تجربتها الأولى في تربية الأطفال هو: كيف تميز الحالة المزاجية لطفلها؟ هل هو سعيد، حزين، متعب أو مسترخٍ، ومما يزيدها حيرة أنها تفهم في بعض الأحيان ما يود قوله لها، لكنها تشعر في أوقات أخرى بالعجز التام عن فهمه.. فيما يلي نقدم ثلاث حالات هي من أكثر المواقف التي تثير حيرة الأم..
1- ابتسامته البريئة في عمر 3 أسابيع: ربما تعتقد الأم المستجدة أن ابتسامة طفلها في الأيام الأولى لولادته تدل على شعوره بالسعادة والحب تجاهها، ورغم أن هذا التفسير يثير عواطفها تجاه وليدها لكنه في الحقيقة لا يعني ما توقعته فبسمة الطفل في هذا العمر وطوال فترة ما قبل الستة أشهر التي تظهر بشكل خاص أثناء نومه، تكون في الغالب نتيجة انبساط في عضلات الوجه، أما الابتسامة الحقيقية فتظهر في الفترة بين 6- 12 أسبوعاً، وهي الفترة التي يبدأ فيها الطفل يتفاعل مع أمه، ويظهر ذلك بوضوح عندما تبتسم الأم في وجهه فيرد عليها بابتسامة مماثلة وفي سن 4 أشهر تنمو مهارته الاجتماعية بصورة أكبر فنراه يوزع ابتساماته الجميلة على جميع أفراد الأسرة ومعارفهم وأقربائهم.
2- عدم التوقف عن البكاء في عمر شهرين: هو من أكثر المواقف إيلاماً، إذ تشعر الأم بالعجز أمام طفلها الذي يرفض التوقف عن البكاء رغم أنه ليس مريضاً، حفاظته غير مبتلة، وليس جائعاً، مما يجعلها تخشى أن يكون هناك شيء خطير يحدث له، لكن في الحقيقة بكاء الطفل في الأشهر الأربعة الأولى يُعد أمراً طبيعياً، ورغم أن الأسباب السابقة تدعوه إلى البكاء لكن الأمر لا يقتصر عليها فقط، فالطفل قد يبكي بسبب انزعاجه من الإضاءة نظراً لأنه اعتاد على الأجواء المعتمة في رحم الأم، وربما يبكي في بعض الأحيان لحاجته إلى النوم لأنه اعتاد على الحمل.
3- رمي الأشياء على الأرض في عمر 9 أشهر: هو ليس دلالة على أنه لا يحب الطعام المقدم له كما قد تعتقد الأم فطالما لم يلفظ الطعام من فمه ولم يرفض مواصلة تناوله بعد الملعقة الأولى أو الثانية، فهذا يعني أنه ليست لديه مشكلة مع نوع الطعام، الأمر ببساطة أنه يستمتع برمي الأشياء على الأرض، وربما يفعل ذلك أنه يريد أن يختبر ردة فعل الأم، فهي حركة جديدة يكتشف أنها أثارت اهتمامها ولهذا قد يعمد إلى تكرارها ليظفر بالمزيد.