هل قلبك مكترث بالهموم والكره والضغينة على أحد؟
هل تتمنى أن تنسى ؟!..
لن تستطيع ..فالإنسان بطبعه يحمل شيئاً من الحقد على من يتعدى عليه إما بالكلام أو بالفعل مثل: عدم احترامه لموعده، أو كشف أحد أسراره، أو صدمه بسيارته، وغيرها الكثير، فإنه لن يقبل بالهزيمة والإهانة، فإما أن ينتقم أو ينسى ويسامح، فالطريقة الثانية أفضل ... لأن الانتقام طريق الهلاك..
لهذا الأمور المزعجة تجلب الكثير من المعاناة لأنفسنا ويكون من الصعب التخلص منها، فالتسامح يحتاج إلى ممارسة، أي عليك أن تبدأ بنسيان أصغر الأمور لتنتهي بأكبرها.
فالأمر ليس بهذه الصعوبة كما يعتقد بعض الناس، فعلى الشخص أن يفكر ملياً ويقوم بالعد من 1 إلى 10 أو 50 قبل أن يصدر منه أي خطأ لا يحمد عقباه.
ومن الطرق التي تحملنا إلى التخلص مما بداخلنا من كره أو حقد، موجودة في إحدى مدن اليابان وبالأخص مطعم، فتح خصيصاً لأي حالة من الحالات السابقة، بأن يقوم الزبون بكتابة اسم الشخص المكروه إما مديره في العمل أو أحد الجيران المزعجين أو الديّانة على صحن من الزجاج أو عدة صحون على عدد ما بقلبه من كره، ومن ثم يرمي بها في غرفة مخصصة ذات جدران من حجر، بعد وضع النظارات الواقية من تطاير الزجاج، فاكتب وارم بالصحون حتى تشبع فلا أحد سيردعك ...
ونستطيع أن نقول إن أي شخص يمكنه أن يقوم بأي عمل ينجيه من الكبت المنحصر داخل القلب، على شرط أن يكون هذا الفعل غير مؤذ بأحد، والتأكد من سلامة أي طريقة تود القيام بها.
فالتسامح والغفران طريق لنساعد أنفسنا على التعامل السليم والواقعي مع أي ظروف تحيط بنا، والتي يكون لها علاقة بالعاطفة، فأول من يتضرر من هذا السلوك هم أقرب الناس إليك، من الأسرة والأهل، فالنتيجة قد تؤدي إلى الطلاق، أو سوء معاملة الأطفال بدون ذنب..
أما من الناحية العلمية الطبية:
فقد أكَّّدت الدراسات التي ذكرت في مؤتمر حول أبحاث التسامح والغفران :أن للتسامح فوائد جسمية تظهر طريقة تأثير الغفران على الوظائف الجسدية مثل: معدل دقات القلب، وتشنج العضلات، ومعدل إنتاج هرمون الضغط العصبي، الذي يمكن أن يسبب أمراضاً عضوية مثل:الصداع ومرض القلب.
وهناك أيضاً بعض الأبحاث التي أظهرت، أنه حتى مجرد التفكير في الغفران والتسامح يحسن من هذه المؤشرات البيولوجية..
فالموعظة المستخلصة من هذا الموضوع هي بسيطة جداً، فأنت أو أنتِ عندما نسامح أي شخص، نكون قد حررنا أنفسنا وفكرنا وعقلنا من حمل عبء ثقيل جداً من السلبية والنظر للأمور بقليل من الروية، فالتسامح والغفران يسمح لنا بإدخال السلام في حياتنا، وأن نعلمه لمن حولنا ونحيا في ظله لنبقى بأمان...