(أبو فارس) الرياض
- حيّاك الله أخي أبا فارس..... يعلم الله كم سرّني فيك نقاء الفطرة وسلامة القلب وعمق الغيرة وضميرك الحي....
أخي الحبيب إن من أجل وأعظم النعم هي أن هدانا الله لهذا الدين العظيم دين الرحمة دين اليسر دين العفو فهل تعلم أحداً ارحم عليك من أمك؟ نعم، إنه خالقك وربك سبحانه وتعالى الذي يفرح بتوبتك وهو سبحانه غافر الذنب وقابل التوبة..
أبا فارس إن هذا الصوت المرتفع في أعماقك هو علامة خير ودلالة على شخصية متزنة يملؤها إيمان قد فاض عليها بعاطر النفحات..
اعلم أخي الحبيب أن البشر قد جبلوا على الخطأ والإشكالية تكمن في البقاء عليه واستمرائه فهل تراك قتلت نفساً أو ارتكبت كبائر أو حتى كفرت عياذاً بالله؟! حتى من فعل هذا فربه الكريم يغفر له والجواد سبحانه عزَّ من رب وجلّ من رحمن رحيم، بل يبدل سيئاتك حسنات بمجرد التوبة الصادقة والعمل الصالح: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} (سورة الفرقان-70)
أنصحك أخي الحبيب بما يلي واسأل الله أن يعيننا جميعاً على تقواه وحسن مراقبته.
1 - أكثر من فعل الخير وفعل الحسنات فهي تسحق السيئات قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} )سورة هود - 114) وجاء في الحديث: (واتبع السيئة الحسنة تمحها).
2- اصدق النية وأخلص التوبة لله، فمن أخلص لله أعانه ربه وسهل أمره.
3- عليك أخي الحبيب بالاشتغال بما ينفع من دراسة أو قراءة وتجنّب الوحدة والفراغ.
4- احرص على مصاحبة الفضلاء فإن مصاحبتهم تحيي القلوب وتنير العقول وتعين على الطاعة، والجليس الطيب يذكرك بالله، ويحفظك في حضرتك ومغيبك.
5- استحضار أضرار الذنوب والمعاصي: فكلما أردتَ مباشرة الحرام ذكِّر نفسك أن ذلك سبب لوحشة القلب وسواد الوجه وظلمة الروح ومحق البركة وضعف الهمة والبدن
6- الدعاء: فهو من أعظم الأسباب، وأنفع الأدوية، بل الدعاء عدو المصائب وبلسم القلوب، وأخيراً اسأل الله أن يسددك ويثبتك ويعفو عنا وعنك إنه ولي ذلك والقادر عليه