* إعداد - محمد شاهين
سواء أحببناه كممثل ومخرج أو لم نحبه، لا أعتقد أن هناك من يختلف على أن مايكل مور ذو اتجاه مختلف في السينما الأمريكية عن زملائه من مخرجي هوليود.
فما يتناوله في أفلامه من موضوعات نقدية قد لا تراها عند باقي المخرجين بنفس الشدة والمباشرة.
مايكل مور الذي عرفناه مخرجاً لفيلم سياسي ينتقد فيه سياسة الإدارة الأمريكية حيال حرب العراق نجده هذه المرة يقدم لنا فلماً ينتقد فيه الأوضاع الأمريكية أيضاً، ولكنها في هذه المرة أوضاع داخلية.
إنه عن حالة الرعاية الصحية التي تقدمها أمريكا لشعبها في الداخل.
حول قضايا الرعاية الصحية ومعاناة المرضى داخل المستشفيات الأمريكية، وما يترتب على ذلك من تداعيات، يجيب مايكل مور عن أسئلة ألقتها عليه محررة موقع movieweb.com الشهير، فإلى الحوار:
* هل تعتقد أن الفيلم سيؤثر على الأوضاع الصحية في البلاد؟ بمعنى آخر: هل ترى أن فيلمك سيحدث تغييراً؟
- أقوم بصناعة هذه الأفلام لأنني مؤمن بها ولأنني أيضاً مؤمن بأن الأمور تتغير بكل الأحوال. كما ان الشعب الأمريكي يستطيع جيداً أن يعبر عن نفسه وأن يدفع الأمور نحو التغيير. مثال على ذلك في العام الماضي كان قطاع كبير من الشعب معترضا على نشر أحد الكتب. وباتفاق غير معلن من أي أحد كانت هناك مسيرات في الشوارع تمكنت في النهاية من وقف نشر الكتاب ووقف الناشر عن العمل. تسألين كيف حدث هذا؟.
إنه الرفض للأخطاء التي عندما تصل إلى حد النهاية لابد وأن يتحرك الشعب. وأنا أجد أن هذا ما يحدث بالنسبة للرعاية الصحية هنا.
* معروف عنك أنك ممن يؤثرون غيرهم على أنفسهم. كما أنك كثير التضحية من أجل الآخرين. ولكني لا أستطيع تفسير كراهية الكثيرين لك؟.
- (يضحك).. الحقيقة أن ذلك كان منذ أربع سنوات تقريباً. أذكر أن حضور حفل الأوسكار حينها لم يرحبوا بي، بل طلبوا أن أنزل من فوق المسرح. ولكنني الآن متأكد من أن 70% من الشعب الأمريكي في جانبي.. لأنه ببساطة هناك 70% من الشعب الأمريكي ضد سياسة الحرب التي تتبعها إدارة بوش في الخارج. أؤكد لك أنني مع الأغلبية الآن.
لذلك كان لابد من مواصلة عملي لإخراج مثل هذه الأفلام الوثائقية مثل فهرنهايت 11-9، ومثل هذا الفيلم (سيكو) عن الرعاية الصحية بأمريكا وحجم المعاناة التي يعانيها المحتاجون لهذا النوع من الرعاية.
لقد زرت أحد المستشفيات التي تعالج مصابي الحرب العائدين إلى البلاد ورأيت كيف تتم معالجتهم. إنهم يعاملون بصورة سيئة للغاية.
* لقد عددت لنا أفلاماً وثائقية، ولكن فيلمك الأخير (سيكو) قد يصنفه البعض على أنه فيلم كوميدي، فهل ترى في نفسك ممثلاً كوميدياً؟.
- أعتقد أنني ممثل ساخر. والسخرية دائماً ما تصنف على انها جزء من الصحافة وليس التمثيل. السخرية دائماً ما نراها في مقالات الرأي والأعمدة في الصحف. يمكنك تصنيف فيلمي على أنه مثل مقالات الرأي التي نقرأها في الصحف. وهو في النهاية رأي مبني على حقيقة، ولكني أدخل عليه بعض العمل السينمائي فهو في النهاية فيلم.
* ماذا كانت نقطة البدء في فيلمك (سيكو)؟
- كنت أشاهد أحد البرامج التلفزيونية وكان فيها تقرير عن حالة مريض اضطر إلى الخروج على الهواء لإحراج شركة التأمين التي يتبع لها لتقوم بدفع تكاليف عمليته الجراحية. وعندها فكرت: لماذا لا أقوم بعمل فيلم عن مثل هذه الحالات؟. وكانت الفكرة الأساسية.
ولكن في مرحلة الإعداد للفيلم اكتشفت أن هناك 18 ألف مواطن أمريكي يموتون كل عام لأنهم لم يحصلوا على تأمين صحي. عندها قررت أن يأخذ الفيلم جانباً أكبر من مجرد مشكلة شركة بعينها.
لكن المفاجأة بحق كانت عندما أرسل إلينا الناس عن قصصهم مع العلاج ووجدنا ان كثيرا من أصحاب القصص لديهم تأمين صحي.
كل هذه القصص وغيرها دفعني للقيام بهذا العمل الذي أرجو أن يحدث تغييراً في هذه الحالة الصحية المتدنية والتي تلعب فيها شركات التأمين دوراً كبيراً.