|
بين إعلامين..!
|
طبول الحرب تُقرع من حولنا..
وشن الحرب على العراق اقترب من مرحلة التنفيذ...
ومثلما تجيّش الدول الكبرى رجالها ونساءها لهذه الحروب...
فهي تجيّش رجال الإعلام وبناته لنقل هذه الصورة المعتمة في تاريخ الإنسان..
يحدث هذا من خلال استعدادات إعلامية هائلة لا تقوم بها إلا هذه الدول..
فيما تغيب الدول الأخرى معتمدة على ما يقوله لها هؤلاء..
مع أن موضوع الحرب يعنيها ويمسها في الصميم..
***
والإعلام وقد أصبح ضمن ما يوظف من أدوات لخدمة أهداف الحروب..
باعتماد الدول عليه في إدارة جوانب من حروبها مع الغير..
هذا الإعلام بصورته هذه..
وبالانتشار الكبير الذي نراه..
وبكل ما هو متاح له من إمكانات هائلة..
أين عالمنا الصغير منه..؟
سؤال أطرحه، ونحن على أبواب معركة جديدة...
بانتظار أخرى...
وربما أكثر..
***
إن الإعلام العربي تحديداً...
يحتاج إلى رؤية واضحة تعالج حاضره ومستقبله..
تُستلهم من المتغيرات في عالم اليوم..
ومن السباق المحموم بين الدول إعلامياً لاستثماره في تحقيق ما نريد..
قناعة بأنه لا مكان بين الأمم للنائمين منا..
أو المتخاذلين في إعلامنا عن أداء ما هو مطلوب منهم...
***
وفي كل الأحوال...
وإن اختلفت وجهات النظر..
وتباينت القناعات..
فإن المرحلة تحتاج إلى كثير من التنازلات الإيجابية..
لكيلا يتركنا القطار وحدنا في قارعة الطريق..
بانتظار ذلك الذي لن يأتي أبداً..
++
خالد المالك
++
|
|
|
يريدون المزيد من اليهود والقليل من الفلسطينيين العامل الديموغرافي يثير فزع الإسرائيليين!!
|
* بقلم ويل يومانس(*)
عندما أعلن المعلقون والنقاد ان حرب إسرائيل ضد الفلسطينيين قائمة كانوا على صواب فيما ذهبوا اليه الا ان الامر لم يكن كما يقصدون تماما فقد اظهر الانشغال الإسرائيلي بالقضية الديموغرافية ان التصور الاسرائيلي الايديولوجي عن الفلسطينيين فيما يتعلق بوجودهم ينطوي على تهديدات قائمة للرؤية الصهيونية ويكشف هذا القلق العددي عن خوف عميق من الفلسطينيين بغض النظر عن اعتبارات السن والمعتقدات السياسية الخ.
الهاجس الديموغرافي
يعد الانشغال الديموغرافي انشغالا ثنائيا ومعكوسا: انهم يريدون المزيد من اليهود والقليل من الفلسطينيين وعلى سبيل المثال ذكرت وكالة أنباء اسوشيتدبرس ان التفويض الممنوح لمجلس السكان الذي تم إحياؤه حديثا في إسرائيل ينحصر في تشجيع الاسر اليهودية على انجاب المزيد من الابناء ووضع لذلك العديد من الحوافز مثل الفوائد الاسكانية والمنح الحكومية الاخرى.
اهتمام اكاديمي
ويشعرالاكاديميون في إسرائيل بالغضب ازاء الفلسطينيين ويعتبرونهم تهديدا سكانيا فقد شهد اكتوبر الماضي عقد مؤتمر موسع تحت عنوان «التوازن بين القوة الوطنية والامن في إسرائيل» برعاية اكاديميين بارزين وعلقت صحيفة هاآرتس عليه قائلة لقد تحدث في المؤتمر عدد من خبراء السياسة والدفاع ورجال الجامعات الاسرائيليين وبلغ عدد المشاركين فيه 300 شخص من الشخصيات البارزة في المجتمع الإسرائيلي ونقلت الصحيفة عن رئيس المؤتمر والقوة المحركة وراء تنظيمه عوزي اراد وهو المستشار السياسي السابق لبنيامين نتانياهو ان تجمعكم هنا يثبت انكم تشكلون رابطة كبيرة.
نتيجة مخيفة
لقد اجتمع الكثيرون من المفكرين معا للتوصل الى النتيجة التي يعرفها ويخشاها معظم الاسرائيليين وهي ان هناك الكثير من الفلسطينيين. حقا ان معدل المواليد بين الفلسطينيين مرتفع جدا حيث يوجد في قطاع غزة اعلى معدل للنمو السكاني الطبيعي في العالم وهو 4 ،4% ومع ذلك فان معدل الوفيات بين الفلسطينيين مرتفع جدا كما ان المنشآت الصحية تتعرض في ظل الاحتلال العسكري للقصف المستمر وتتعامل إسرائيل مع مسألة الانفجار السكاني بالفعل من خلال عمليات الاغتيال الوحشية والتأكد من قتل نحو عشرة فلسطينيين يوميا بانتظام والعقاب الجماعي وهدم المنازل الخ.
جرس إنذار
وقد كشفت دراسة وضعها معهد السياسة السكانية اليهودي الذي يتخذ من القدس مقرا له مؤخرا حول الوضع السكاني اليهودي ان عدد السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية وارض إسرائيل سوف يزيد على عدد السكان اليهود بحلول عام 2020 كانت هذه الدراسة بمثابة انذار من المنظور السكاني، تجدرالاشارة الى ان هذا المعهد يحصل على دعم مالي حكومي باعتبارة وكالة يهودية شبه حكومية ويرأسه دينيس روس الذي يتولى الدعاية لاسرائيل على طول الخط والمفاوض السابق لعملية سلام الشرق الأوسط.
تشيرالدراسة الى ان عدد اليهود في العالم يتناقصون ونتيجة لذلك فان المعهد عقد دورة طارئة لمخاطبة ما أسماه الازمة الديموغرافية حسبما قالت صحيفة هاارتس وقال سالاي ميرديون رئيس الوكالة اليهودية ان التهديد الديموغرافي من جانب الفلسطينيين داخل إسرائيل وفى الاراضي المحتلة يؤثر بالتأكيد على سياسة حدودنا ويقول مسؤولون اسرائيليون ان تراجع عدد السكان اليهود يشكل أزمة ديموغرافية وعندما يولد المزيد من الفلسطينيين حتى أولئك الذين يحملون المواطنة الاسرائيلية فان ذلك يمثل تهديدا ديموغرافيا.
مصلحة إسرائيل وأمريكا
هل بامكان احد ان ينفي حقيقة ان مصلحة إسرائيل تكمن في الحفاظ على النقاء الديني والعرقي؟ وهل يتناقض ذلك بصراحة مع الوضع الديموغرافي؟ لقد نسيت ان الحفاظ على الشخصية اليهودية لاسرائيل امر معروف بالفعل على نطاق واسع على انه هدف إسرائيل والسياسات الامريكية لقد نسيت للمرة الثانية انه تم استثناء إسرائيل من قيم حقبة مابعد الاستعمار.
ان المسؤولين الاسرائيليين يعيشون ذروة الحقبة الاستعمارية التي سادت في القرن التاسع عشر ربما لأن معظم زعماء اسرائيل الذين ينحدرون من اصل يهودي اوروبي تم استبعادهم من العظمة الامبراطورية واللامعقول الاستعماري الذي جعل من القوى الاوروبية قوى متخلفة التلاعب بالالفاظ.
تلاعب بالالفاظ
لقد رد عوزي اراد على المزاعم الخاصة بأن المؤتمر المذكور يدافع عن عمليات ترحيل الفلسطينيين وقال ان كلمة « ترحيل» لها دلالات لفظية عدوانية تقلل من قابليتها للتطبيق ومثل معظم المسؤولين الاسرائيليين يفضل عوزي اراد استخدام مفردات اخف وطأة يتم خلالها فهم الارض المحتلة على انها ارض متنارع عليها.
الارقام تتحدث
لقد قدمت خلال حديث مع طلبة المدارس العليا صورة ديموغرافية كلية لتاريخ فلسطين إسرائيل تروى كل شيء لقد قلت لهم ان نسبة اليهود في فلسطين بلغت 8% في عام 1890 ووصلت بعد مائة عام الى 55% ان هذه الارقام ليست كافية لفهم ماادى الى قيام دولة يهودية لذا فانني اقول لهم ان مؤسسي اسرائيل دمروا اكثرمن 453 منزلا فلسطينيا وقرية ونفوا 800 الف فلسطيني والان فان هناك مايزيد على اربعة ملايين لاجئ فلسطيني وعند هذه النقطة ليس هناك حاجة الى قول المزيد.
النقاء العرقى والديني
ان الامر يصل عند مؤيدي الصهيونية الى درجة المحافظة على النقاء العرقي والديني لهيكل السلطة التي لا يمكن تقاسمها وهو ما لن يتحقق في ظل وجود تهديد ديموغرافي ان التحولات الديموغرافية على هذه الارض على مدى القرن الماضي تروى القصة كلها ان التغيرات المثيرة قصيرة الامد التي تطرأ على التركيبة الديموغرافية عادة ما تحدث من خلال القوة التي يتم بها ايضا المحافظة عليها مع التطبيق المحسوب لها.
استيراد شخصية يهودية !
وبالنسبة لمؤسسي إسرائيل فقد كان الامر يعني استيراد شخصية يهودية الى ارض لها طابع اخر محدد ان هذا النوع من الاحلال بطبيعته يتطلب العنف لنجاحه انه ليس هجرة سلمية بسيطة انه تغيير في التركيبة العرقية والدينية لارض من خلال القوة وكما كان مؤسسو إسرائيل يرغبون بشكل اكبر في تحقيق هدف ديموغرافي فان قادتها الحاليين يريدون ذلك.
++
(*) المصدر: موقع «كاونتر بانش»
++
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|