|
الإفتتاحية
|
الجزيرة اسم..
والجزيرة تاريخ..
باسمها نباهي..
وبتاريخها نعتد..
بهما ومنهما تبقى الجزيرة في الذاكرة..
صحيفة عريقة..
وإصداراً مميزاً..
***
نقول هذا مع وثبة جديدة من وثباتها..
ونتحدث عنها بكلمات لا ندعيها، لأنها إيحاءات أخذناها من قراء الجزيرة في بعض ما كتبوه لنا عنها..
***
ونحن في كل هذا لا نمنّ على أحد من قرائنا بمنجز يأتي تحقيقه اليوم استجابة لرغبتهم..
وإنما نذكّر به بوصفه قناعة راسخة في أذهاننا بأن قراء الجزيرة هم لا غيرهم الذين أعطوها كل هذا التميز بعد زمن اعتقد البعض خطأ أن وهجها قد خبا وأنه لن يعود..!
***
اليوم نقدم لكم "مجلة الجزيرة" هدية من الجزيرة الصحيفة لقرائها..
مجلة أسبوعية جامعة ومتنوعة..
تصدر في مثل هذا اليوم من كل أسبوع..
بأربعين صفحة ملونة..
بإخراج جديد..
ومضمون متميز..
***
إنه بعض حقكم علينا..
وشيء من دور صحفي فاعل ينبغي أن نقوم به لبلوغ الهدف..
وسوف يستمر الزملاء بالعمل على هذا النحو في فضاءات رحبة لتقديم المزيد من الأعمال الصحفية الناجحة ودون توقف..
فالوقت يعمل لصالح مَنْ يعمل..
وهو معنا ولصالحنا..
مثلما هو معكم..
***
والجزيرة تكفيك..
شعارنا..
كما هو شعاركم أيضاً..
خالد المالك
|
|
|
موضوع للمناقشة الجواسيس في عصر الإنترنت كيف تطورت أساليب العمل المخابراتي لتواكب عصر المعلومات
|
إعداد: محمد يوسف
لا يحق لأي شخص عاقل أن يرى في انتهاء الحرب الباردة إيذانا بحلول السلام أو حتى انتهاء الصراعات بين الدول، فالحقيقة أنها مجرد بداية لشكل جديد من التنافس المستمر بين القوى الكبرى على ثروات العالم ومناطق النفوذ فيه، كلما في الأمر أن مجال المنافسة انتقل من المجال العسكري وسباق التسلح إلى المجال الاقتصادي، وهو صراع سوف تلعب فيه التكنولوجيا الحديثة والعملاء والجواسيس أدواراً حاسمة لتحديد الطرف الفائز في النهاية.
بنهاية الحرب الباردة، كان لدى الاتحاد السوفييتي من القوة العسكرية والأسلحةالنووية ما يكفي لتدمير العالم بأسره، لكنه لم ينجح بنفس القدر في بناء البنية المعلوماتية والقوة الاقتصادية اللازمة لممارسة دوره كقوة عظمى، وأسفر اختفاء الاتحاد السوفييتي من المسرح الدولي عن مفارقة مثيرة، مفادها أن "الإلكترون" الضئيل الذي يمثل الجندي المجهول في النظم المعلوماتية والآلية الحديثة قد حل محل القنبلة الهيدروجينية الرهيبة، التي اعتبرت رمزا للقدرة المخيفة للأسلحةالنووية في مرحلة الحرب الباردة، وسوف يمثل تطويع هذا الإلكترون المتناهي الصغر والقدرة على إنتاج وتطوير واستغلال النظم الحديثة في المجالات الصناعية والمعلوماتية المقياس الحقيقي لقدرة القوى العظمى على خوض الصراع التكنولوجي الحديث، وهو ما اصطلح الباحثون حديثا على تسميته ب"الحرب الرقمية"، ومع توقع استمرار العملاء في البحث عن الأسرارالعسكرية للأطراف المتصارعة، سوف يكون التركيز على المحتوى المعلوماتي لنظم التسليح المختلفة بدلا من أعدادها وكمياتها كما جرت العادة سابقا، بعد أن أصبح اختراق قواعد معلومات الخصم أهم بكثيرمن مجرد معرفة ما بحوزته من أسلحة ومعدات.
لا توجد مخابرات صديقة
مع نهاية الحرب الباردة وما اتسم به من تمييز واضح بين معسكرات الأصدقاء والخصوم، تداولت أدبيات العمل المخابراتي مقولة لمدير المخابرات الروسية مفادها انه "ربما توجد أمم أو دول صديقة، ولكن لا توجد أجهزة مخابرات صديقة".
ومصداقا لهذا القول، نذكر أنه في قمة الحرب الباردة كانت أجهزة مخابرات الدول الكبرى تواصل التجسس وجمع المعلومات واختراق شفرات الاتصال لجميع الدول الصديقة والمعادية معا. وفي المرحلة الراهنة، تقوم نفس الأجهزة بإعادة النظر في مفهوم "المصالح القومية" لأصدقاء الأمس والأعداء معا على ضوء الأوضاع المتغيرة للتنافس الاقتصادي والسباق التجاري بين الدول، ومن المتوقع أن تحل العلاقات التجارية المتبادلة والتحالفات الاقتصادية تدريجيا محل الأحلاف العسكرية والتكتلات القائمة على أسس من التقارب الثقافي أو التاريخي التقليدي، وبدلا من العبارة التاريخية الشهيرة (عدو عدوي هو صديقي)، سوف يسود مفهوم جديد هو (صديق عدوي قد يكون صديقي)، اعتمادا على الظروف والمصالح التجارية المترتبة على العلاقات المستجدة بين الأطراف المختلفة.
ويتوقع المحللون السياسيون أن يعاد النظر في التحالفات العسكرية الحالية لتوفير مظلات الحماية للعلاقات الاقتصادية الجديدة، بحيث يشكل أطراف الحروب الاقتصادية تحالفات تجارية أو تجمعات مالية أو إقليمية تتبادل المنافع في مجال المعلومات لدعم المصالح المشتركة.
الآذان الطائرة
في مرحلة ما بعد الحرب الباردة تطورات غير مسبوقة في تقنيات العمل المخابراتي، وبدأت الولايات المتحدة قبل ثلاثين عاما مشروعا لتطوير نوع من أقمار التجسس أطلقت عليه اسم (ثقب المفتاح)، لمراقبة الأرض مراقبة دقيقة ومستمرة ومباشرة طيلة 24 ساعة يوميا، ومع استمرار التطور في تكنولوجيات الحاسبات الفائقة السرعة ونظم التصوير الضوئي والتلفزيوني والحراري والراداري، زادت قدرات هذه (الجواسيس الطائرة) على مراقبة كل التحركات والاتصالات وغيرها من الأنشطة التي تتم على سطح الأرض في جميع الظروف الجوية ليلا ونهارا، دون تأثر بالسحب أو الدخان أوالضباب أوغيرها، وزادت درجة الدقة في الصورالملتقطة لتصل إلى سنتيمترات قليلة، ثم ظهرت أجيال الطائرات الموجهة بدون طيار للقيام بمهام مشابهة بتكلفة أقل بكثير، مع قدرات متزايدة على التسلل إلى سماء الخصم والاستمرار في التحليق فوق منطقة الهدف لأيام عديدة دون أن تكتشف راداريا، ثم ظهرت أجيال من الأقمار المتخصصة في مراقبة شبكات الاتصالات اللاسلكية الأرضية، حتى أطلق عليها اسم (الآذان الطائرة)، لتلتقط وتسمع على الإشارات اللاسلكية المتبادلة على أي شبكة مدنية أوعسكرية صديقة أو معادية، ثم تنقلها إلى محطات أرضية خاصة تقوم بتسجيلها وفك شفراتها وتحليلها واستخلاص المعلومات المطلوبة منها، باستخدام برامج وحاسبات خاصة لتحليل الأصوات وتمييزها، وفرز المعلومات الهامة من الثانوية.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|