|
ثرثرة قلم...!
|
يمضي بنا قطار العمر..
بساعاته وأيامه..
بلحظاته الجميلة..
وما هو سيئ منها..
***
القطار يسير بنا مسرعاً دون أن يأخذ الإذن منا..
في وجهته حيث لا نعرف متى نصل وهل نصل إليها..
أم يحول حائل دون بلوغها قبل أن تدق ساعتها..
***
حياتنا في هذا الكون مجهولة وحافلة بالأسرار..
ومداها أقصر مما نتصور أحياناً.. وأبعد مما تقوله توقعاتنا أحياناً أخرى..
فالغموض يكتنف كل ثانية من حركاتها وسكناتها..
ونحن أعجز من أن نفك هذه الأسرار..
***
يأخذنا الحماس في دنيانا..
بالتركيز على ما يلبي تحقيق السعادة لنا..
وننسى أحياناً أن قطار العمر قد يتوقف..
وبتوقفه قد تكون رحلتنا إلى العالم المجهول قد بدأت..
***
وبين عالمين..
ومحطتين..
بين ما نحن فيه..
وما يخفيه القدر لنا..
هناك دروس وعبر ينبغي أن نتعلم منها..
ربما تقودنا إلى التفكير والتدبر لواقع حالنا قبل فوات الأوان..
***
تُرى..
أين نحن مما ينبغي أن نقوم به..
هل آن الأوان للتفكر بما هو مطلوب منا..
لعالمنا اليوم..
ولما نحن مقدمون عليه في الغد..
***
هذه نفثات يراع..
أنهكه التعب دون أن يقول شيئاً..
أو يكمل مابدأ به كلامه..
أعتذر..!!
خالد المالك
|
|
|
"كارل روف".. ساحر البيت الأبيض بعد انتخابات 2000 صار المستشار السياسي الأول والأهم للرئيس بوش
|
* إعداد ياسمينة صالح
يطلق عليه جورج بوش لقب "الرجل الخارق" ربما لأن الرجل الخارق هذا ساعد بتميز في وصول "بوش الابن" إلى أن يكون حاكما لتكساس، ثم رئيسا
للولايات المتحدة، مبدأ "الرجل الخارق" يتحدد في جملة واحدة: مهاجمة الخصم، تلك خاصيته الأخطر، لأنه بواسطتها صار الرجل الأول في حياة الرئيس
الأمريكي.. ببساطة فإن "كارل روف" هو موضع ثقة الرئيس الأمريكي ..
لم يحظ مستشار سياسي بالأهمية والعناية التي يحظى بها كارل روف.. شيء يتفق عليه كل من يعرف الدور الذي لعبه ويلعبه هذا الرجل في حياة الرئيس
لأنهم يدركون أنه يلازم جورج بوش كالظل.، ولأن هذا الأخير يريد ذلك، ولأنه لايثق في الحقيقة في غيره، "مع ذلك، من النادر أن يتكلم احد علانية عنه،
صوره قليلة على صدر الصحف الأمريكية، وهو لا يحب الكلام إلى الصحافيين، يتفادى الندوات الصحفية، يكره الشهرة الإعلامية، لكنه يحب أن يقال له
أنه ظل الرئيس الأمريكي.. تلك هي المعادلة الكبيرة التي استطاع أن يحققها هذا الرجل الخطير الذي وصفته التايمز آخر مرة ب"ساحر البيت الأبيض" ربما
لارتباطه مباشرة بفكرة الحرب على العراق التي تحمس إليها الرئيس الأمريكي معتبرا إياها "حربه الشخصية".
لم يحدث أن كان البيت الأبيض مغلقا على نفسه بهذا الشكل، لكن الرئيس الأمريكي يقول لمقربيه إن تجربة والده في الحكم كانت كبيرة وحاسمة في حياته..
والده الذي "أهمل" إغلاق البيت الأبيض، وبالتالي سمح بتسريبات كانت قاتلة في النهاية سدت الطريق أمامه وحرمته من الفوز ثانية في الانتخابات..
الآن.يشعر بوش الابن أن "كارل روف" هنا ليمنع تلك الأخطاء من التكرار ثانية ومن السقوط بنفس الفخ السهل الذي سقط فيه والده، لأن احتمال
الترشيح لانتخابات ثانية ليست بديهية فقط، بل وحتمية بالنسبة لجورج بوش، الذي يريد أن يربح الرهان الشخصي بالنسبة له: قيادة الإمبراطورية الأمريكية
من جديد!
دور خطير
دراستان تناولتا شخصية "كارل روف" نشرتا حديثا موضحة الدور الأساسي والخطير الذي يقوم به داخل البيت الأبيض، ودوره في تسيير شؤون تكساس
سياسيا، وبالتأكيد في وصول الرئيس الأمريكي الحالي إلى قيادة الولايات الأمريكية المتحدة..
دراستان توضحان بدقة متناهية طريقة تفكير وطريقة حكم جورج دابليو بوش.. "بوش المفاجئ" هي الدراسة الأحدث قام بها صحفي محترف من مدينة
تكساس "جيمس مور" الذي يتابع عن قرب الصعود المدهش للرئيس الأمريكي، وبالتالي ارتباط صعوده بقراراته غير المفهومة أحيانا، والمفاجئة في أحيان
أخرى ..الصعود الذي ربما يستغرب له الأمريكيون أنفسهم لأنه كان في كثير من الأحيان يشبه فيلما سينمائيا غارقا في البطولة الفردية، في القوة العسكرية
المرتبطة بالفرد، وليس بالجماعة، وهي الرؤية التي لم تعرفها الولايات المتحدة منذ زمن، منذ زمن رونالد ريغان على الأقل، لكن الأمر يختلف اليوم، لأن
"كارل روف" هو الذي يساعد في صنع الحدث من وراء الستار "ستار البيت الأبيض" داخل مكتب الرئيس الأمريكي.."روف" الذي يطلق عليه اسم آخر
"الجني" عبارة غريبة، ولكنها ترمز الى شيء كبير بلا شك، وهو الدور الذي يلعبه هذا "الجني" ضمن آخرين، ليس في تغيير مسار الولايات المتحدة بل في
تغيير مسار العالم ككل من منطلق الرؤية الفردية للبطل القومي، المتمثل في شخص أو في إيديولوجية لا يهم أن تنتهي بإبادة العالم كله طالما سوف تصنع
الرعب والخوف من الدولة العظمى، أشبه ما يكون عليه معاقبة طفل بالضرب على أطراف أصابعه بقوة.
فمن هو "كارل روف" حقا ؟
ولد "كارل روف" سنة 1950 في مدينة كولورادو، هو نفسه يقول انه "مهووس بالتاريخ السياسي، يستفيد من الأخطاء الماضية، ويدرس عن قرب
التجارب الانتخابية .. "كان والده خبيرا في علم المعادن، لهذا كان كثير التنقل، من مدينة الى أخرى..
السنوات الأولى من حياته عاشها في إطار ما يطلق عليه "كارل روف" نفسه بعبارة الدولة الأكثر محافظة، ليقصد ببساطة ولاية "يوتا" التي كان نسبة اليهود
فيها أكثر من ستين بالمئة ، بدأ مرحلته الدراسية العليا في تلك المدينة ثم جامعة "جورج ماسون" دون أن ينال أي شهادة جامعية عالية ، كان يعزي ذلك
باطلاعه على كتب التاريخ السياسي، ربما لتعويض النقص إزاء الفشل في الحصول على شهادة جامعية.
ثمة حكاية غريبة تتداولها بعض الصحف الأمريكية عن "كارل روف" إبان السبعينات، كان في العشرين، وكان جورج بوش الأب يعهد إليه مفاتيح السيارة
كي يستلمها جورج بوش الابن كلما حضر إلى واشنطن، وكان "روف" يستغل المناسبة للتقرب من بوش الابن، وبالتالي لتمرير فكرته الأكبر: السياسة..
كان يرى في جورج بوش الابن رجلا مناسبا، ليس في إدارة الولايات المتحدة فقط، بل في تجسيد رؤيته السياسية الأبعد، أو حلمه السياسي، ربما لأجل نفوذ
أمريكي مطلق في العالم.، أشبه ما يكون الأمر صياغة جديدة لمصطلح "الإمبراطورية" على الطريقة الجمهورية الأمريكية.. وهو ما حدث، لأنه كان وراء
ترشح بوش الابن إلى منصب محافظ تكساس، ثم منصب رئيس الولايات المتحدة.
ليس هذا فقط، بل ثمة شيء أهم وهو الدور الثاني الذي كان يقوم به "كارل روف" والمتمثل ببساطة في إقصاء الآخر، بالطرق الأكثر انتشارا، كان يستعمل
التلفون والإذاعة والتلفزيون لتلك المهمة الحساسة والخطيرة، كان زبائنه من الجمهوريين الذين يعرفون أن "روف" سوف يقوم بالدور الكامل لهم بينما
سيكونون هم بعيدين عن الضوء، وعن كل "تلك الفضائح السياسية إن هي انفجرت فجأة".. كارل روف أقصى محافظ تكساس السابق بفضيحة، حين
أرسل الى الصحافيين وثائق "سرية" عن شخصية "آن ريتشارد" التي استسلمت للضغوطات بانسحابها من منصب المحافظ الذي عاد بعد ذلك إلى جورج
بوش الابن ، بعد انتخابات 2000 صار روف المستشار السياسي الأول والأهم للرئيس الأمريكي جورج بوش.
الحرب على الإرهاب
كارل روف لم يكن بعيدا عن الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة في السنتين الأخيرتين، كان يريد أن تكون حملة بوش الابن على الإرهاب سياسة
بعينها تستهدف بموجبها الولايات المتحدة الدول حسب ما تراه مناسبا "لحماية أمنها".. الحرب على أفغانستان، والتهديد المباشر ضد الصين، وضد كوريا
الشمالية والحرب على العراق، والتهديد بضرب سورية وإيران، كان كارل روف المستشار المخطط لكل تلك الحروب التي شنتها إدارة البيت الأبيض، أو
ببساطة تلك التي تريد أن تشنها فيما بعد، في الحرب على العراق، لم يكن الأمر بحاجة الى أكثر من مبرر بسيط لذلك "الإطاحة بصدام حسين" الذي كان
يرى فيه "كارل روف" نظاما هشا ومثيراً للإزعاج.. بيد أن القضاء عليه بحرب الصدمة والترويع كان بحاجة الى الإقناع، ليس إقناع الأمريكيين فحسب، بل
إقناع العالم، وبلدان منطقة الشرق الأوسط تحديدا أن صدام حسين بنظره أخطر من آرييل شارون، ومن التهديد الإسرائيلي المستمر في المنطقة.. لكن
الحرب قامت، وانتهى صدام واعتبر "كارل روف" أن القضاء على النظام العراقي ليس نصرا كاملا، لأن النصر الكامل سيأتي لاحقا، وهي العبارة التي تشير
الى أن ثمة حروباً أخرى سوف تنفجر ربما ضد سورية أو إيران كما أوردتها لقناة التلفزيونية "فوكس نيوز" المقربة إلى البيت الأبيض.
الحليف الأهم
كارل روف يتفق مع صقور البيت الأبيض، مع "دونالد رامسفيلد" و"ديك شيني" و"بول وولفويتز" بأن إسرائيل هي الحليف الأهم في منطقة الشرق
الأوسط، وهذا يعكس أن خارطة الطريق أراد صانعوها أن يجعلوا اليد الإسرائيلية فوق أيدي الفلسطينيين، وأن "خيار الحرب" الذي ظل جليا تحت السطور
هو الذي سيعول عليه مستقبلا، رامسفيلد يقول في لقاء مع قناة السي.إن.إن: إن ثمة أشخاص يريدون للولايات المتحدة أن تكون الأقوى على كل العالم..
كان يقصد "كارل روف" الذي قال عنه "ديك شيني" بعد ذلك: إنه جني "البيت الأبيض حقا!!"
"جني البيت الأبيض" الذي يبلغ من العمر 53 سنة، لايبدو مكتفيا بما حققه.الرئيس الأمريكي يعرف أن حياته السياسية مرتبطة به، لأنه يعرف ماذا عليه أن
يفعل. وأن ترشح جورج دابليو بوش الى الرئاسة لمدة جديدة ليس مستحيلا يقول "كولن باول" .. الدراستان اللتان نشرتا تباعا في الولايات المتحدة جعلت
الأمريكيين والعالم معهم يعرفون أن الرئيس الأمريكي في خطابه السياسي الداخلي والخارجي ما هو إلا انعكاس لكل تلك الرؤى التي يخطط أصحابها لأجل
الإمبراطورية الأمريكية المقبلة.. إمبراطورية الجمهوريين المحافظين الذين يعتبرون الخطاب الديني ركيزة لأجل ضمان أمن الولايات المتحدة من خلال ما يشبه
المصالحة مع اليهود، وهي المصالحة التي سوف تعني حالة من الأمان والاستقرار على اعتبار أن القوة الكبيرة في المنطقة ستكون إسرائيل وفق الحلم الأمريكي
القادم.
+++++++++++++++++++++++++++
(*) عن "لوكورييه أنترناسيونال" الفرنسية.
+++++++++++++++++++++++++++
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|