| |
تعقيب على مقال طاش والإرهاب: ما هكذا تكون محاربة الإعلام للإرهاب!!
|
|
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك - سلمه الله - سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد.. قرأت في صحيفتكم الغراء مقالا بعنوان (طاش والإرهاب) الذي جاء في العدد 12421 يوم الأحد الموافق 9-9-1427ه، ولقد ألفيت الكاتب - أصلح الله قلمه - يدافع باستماتةٍ عن حلقة (طاش 14) والمعنونة ب(إرهاب أكاديمي) حتى وصل به الحد إلى وصفها كما يزعم:(كانت بحق أهم من ألف (مناصحة)، ومن ألف مقال في مواجهة الإرهاب، وتأثيرها على النشء في غاية الغاية من الإيجابية). وربما نسي أو تناسى الكاتب - أصلح الله قلمه - أن الإعلام (بمعناه الشمولي) في بلادنا الحبيبة حارب الإرهاب منذ أن أطل الإرهابيون برأسهم ونخروا في بلادنا لا أعادهم الله. ولا أدعي أن الإعلام (بمعناه الشمولي) قد وصل إلى المؤمل منه في مواجهة هذا الطغيان (الإرهاب) بل إن المطلوب أكثر من ذلك. فنسف جميع تلك الأعمال الرائعة التي قدمها إعلامنا سواء كانت (خطب جمعة) أو محاضرات دينية أو ندوات تلفازية أو إذاعية أو مقالات صحافية التي كانت في مجال مكافحة الإرهاب، والموازنة بينها وبين حلقةٍ واحدةٍ من حلقات (طاش 14) بلا شك عند العقلاء أنها موازنة زائفة خالية من المصداقية. وفي نظري أن الإرهاب والإرهابيين ليس لهم حرمة، فالاستهزاء والسخرية بهم والضحك عليهم قد يوصل صورة للذهن بكراهية الأفعال الإرهابية والابتعاد عنها. إلا أن إقحام الشعائر الإسلامية في مسلسل هزلي والاستهزاء بها، بلا شك يجعل المسلم الصادق في إيمانه يعادي (طاش 14). وهذا ما تساءل عنه الكاتب - أصلح الله قلمه - عندما قال في آخر مقاله: (لا أفهم هذا الموقف المعادي لطاش طالما أنه يحقق كل هذه الأهداف؟)!!؟. وأقول: ربما ضحالة الثقافة الإسلامية لدى البعض أو انعدامها بالكلية يولد عدم فهم بعض الأمور بل والالتباس والخلط بين ما هو صحيح وما هو مجانب للصحة، فالكاتب - أصلح الله قلمه - أعاد عدة مراتٍ في مقاله عبارة (الإرهاب لا علاقة له بالدين، والدين منه براء) وليته وجَّه هذه العبارة إلى فريق (طاش 14) ليجعلوها شعارا لهم في حلقة (إرهاب أكاديمي). إذ ما معنى إقحام التكبير (الله أكبر) في هذه الحلقة وبصورة هزلية مقيتة، والاستهزاء (برائحة الجنة)، والجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام، والاستهزاء بوصف النبي - صلى الله عليه وسلم - للشهيد أنه يحس بالموت كأنه (وخز)، والحور العين، والسواك الذي حث عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، والاستهزاء باللحية، و(النَّمص) وغير ذلك من المعاني الشرعية الدينية التي أقحمها (طاش 14) في تلك الحلقة. ثم هب أن الإرهابيين (المجرمين) يتذرعون بهذه المعاني الشرعية الدينية ويمتطونها لأجل الوصول إلى غاياتهم الإجرامية الدنيئة، فإن المسلم الحق لا يستهزئ بهذه المعاني ولا يطرحها في وسائل الإعلام على أساس أنها مواد مضحكة أو أنها مسلية. ثم إن الرضا بالاستهزاء بشعائر الإسلام الظاهرة يجعل المرء في صف أولئك القوم الذين سخروا بنبينا وحبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم - برسوم (كاريكاتورية) هزلية. واعلم أخي القارئ الكريم أن الاستهزاء بالدين أو بشعيرة من شعائره الظاهرة مسلك شيطاني خطير، يوصل إلى الهاوية، فابتعد عنه يا رعاك الله واجتنبه تسلم في دينك ودنياك. قال الله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ} (65 - 66)سورة التوبة. تقبَّل الله من الجميع الصيام والقيام وسائر الأعمال، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
د. هشام بن عبد الملك بن عبد الله آل الشيخ عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
|
|
|
| |
|