Al Jazirah NewsPaper Friday  15/08/2008 G Issue 13105
الجمعة 14 شعبان 1429   العدد  13105
أسرة د. حمد الرسي.. أسعدتمونا
بدرية بنت صالح التويجري(*)

لفت انتباهي تلك التهنئة التي ضربت أروع المثل في ترابط المجتمع المسلم.. هي باختصار من أسرة الدكتور حمد الرسي تبارك فيها لأبناء الجيران البررة نجاحهم وتفوقهم، ثم أدرجت أسماؤهم، وحفت تلك التهنئة بصورهم.

والذي يقرؤها يتوصل إلى أنها ليست خاصة بجار واحد، بل جيران. بحق تلك التهنئة تسعد لأنها عرفتنا بعينة من مجتمع نظمه الإسلام، وأرسى قواعد الترابط والتكافل بينه، ليشد بعضه بعضاً، والتي منها رابطة الجار الذي أعلى الإسلام من شأنه، فقد وردت أحاديث هي بمثابة إشارات تنبه على أهمية ذلك الجار، فلا يركن بالتناسي أو يركل بالأذى، فعن ابن عُمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)، وفي حديث آخر عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره).

يعيش بيننا مقصرون بهذا الحق، ربما نمط الحياة الجديدة وضجيجها، وما فيها من انفتاح عالمي، وتقنية تمطرنا بالجديد، قد يكون لها دخل باتساع الهوة بين الجيران، فقد اعتدنا أن نستورد العواطف المعلبة للمناسبات عبر الأثير، ثم نعيد تصديرها (إرسالها) من جديد للفضاء ليتلقفها شخص آخر ربما يفصل بيننا وبينه جدار أو سقف، فقد اكتفينا بها، وتنازلنا عن الدفء الحقيقي الذي ينبع من القلب، فنجده في حرارة أيدينا مصافحة.

جميل أن نجد مثل تلك الإشراقة التي تبدد عتمة ما تضيق له صدورنا من مآسي الحوادث والجرائم بأنواعها وتفاصيلها، التي تقزز أو تقشعر لها الأبدان، فشكراً أسرة د. حمد الرسي أسعدتمونا.

*بريدة



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد