Al Jazirah NewsPaper Friday  15/08/2008 G Issue 13105
الجمعة 14 شعبان 1429   العدد  13105
النية لله
شاكر بن أحمد إمام(*)

تأمل أخي المسلم المخلص إلى هذا الحديث المشهور جداً (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الأعمال بالنية ولكل امرئ ما نوى؛ فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه). فالنبي -صلى الله عليه وسلم- علق الأفعال بالنية بل علق جميع الأفعال التعبدية وغيرها بالنية، والنية مكانها القلب. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: واذا عرف هذا فالهجرة الشرعية هي من الأعمال التي أمر الله بها ورسوله فالطاعة لا بد أن تكون خالصة لله وأن تكون موافقة لأمره فتكون خالصة لله صواباً، فمن هجر لهوى نفسه أو هجر هجراً غير مأمور به كان خارجاً عن هذا، وما أكثر ما تفعل النفوس ما تهواه ظانة أنها تفعله طاعة لله، ثم قال فينبغي أن يفرق بين الهجر لحق الله وبين الهجر لحق نفسه، وهذا حق فإن بعض الناس قد يغضب من قريب له ثم يرجع السبب أن قريبه لا يصلي أو غير ذلك، علماً أنه كان صديقا له قبل أن يغضب منه لأمر شخصي، فانظر كيف ظهر الهجر يوم الغضب منه لأمر دنيوي ولم يأت الغضب لله يوم أن كان صديقاً حميما له، وهذه بلية من البلايا أن نجعل الأمور الشخصية أموراً شرعية، والله أعلم بما في القلوب وقد ينفق بعضهم لأنه يحب الإنفاق وليس طاعة لله، وبل قد يجاهد ليس لإعلاء كلمة الله وإنما لغضب في نفسه على شخص من الطرف الآخر.. وهكذا.. تختلط الأمور لكن الله يحاسب الناس على أعمالهم بحسب نياتهم وإنما الأعمال بالنية فهل ننظر في نياتنا ونحاسبها على كل صغير وكبير أو نترك نفسنا على هواها فتضيع الأجور من علام الغيوب سبحانه وتعالى.

* تبوك



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد