Al Jazirah NewsPaper Friday  15/08/2008 G Issue 13105
الجمعة 14 شعبان 1429   العدد  13105
محدداً أسباب انحراف الأبناء.. د. ناصر العقل أستاذ العقيدة لـ«الجزيرة»:
نحتاج إلى إجراء عاجل لإنقاذ الأجيال بجهد مشترك بين الجميع

الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:

عَدَّ فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن عبدالكريم العقل أستاذ العقيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، أن الانفلات الإعلامي، وثورة المعلومات التي لم ترشد، مع إهمال الأسرة لأبنائها من أسباب انحراف الأبناء، وعدم انضباطهم السلوكي والأخلاقي.

وأكد الدكتور العقل في حواره مع (الجزيرة) أن حقوق المرأة ضمَّنها الإسلام بحمد الله، وأكرم ورفع من شأنها، والقضية تثار حالياً بأسلوب غريب ومريب.

كما تطرق د. العقل إلى الدعاوى القائلة بعدم قبول الدعاء، وتصوير البعض الإسلام بأنه دين جمود وعبوس.. وغير ذلك من القضايا المهمة.. وفيما يلي نص اللقاء:

* كثير من الناس يشكون ويقولون ندعو الله فلا يستجيب لنا.. ترى ما أسباب ذلك؟

- الله تعالى وعد الداعية بالإجابة {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، ووعده - سبحانه- حق وصدق، لكن الدعاء كغيره من سائر العبادات والأعمال، له شروط وموانع.. فمن شروطه الإخلاص، والتوحيد، والصدق، وحضور القلب، وموافقة الشرع، وعدم الاستعجال، وغير ذلك.. ثم إن عدم تحقق المطلوب للداعي لا يعني عدم الاستجابة، فإن الله قد يجيب الداعي بغير ما طلب، أو يؤجل الإجابة، أو يدفع عنه ما ليس على باله، أو يدخر ذلك له أجراً أعظم يوم القيامة، أو يختار له من الخيرة ما هو مغيب عنه.

* يعتقد بعض المسلمين أن أفضل ما يتقربون به إلى ربهم هو أداء العبادات من صلاة، وصوم، وزكاة، وعمرة، وحج فقط، تاركين بعض الواجبات الأخرى، فهل هذا الاعتقاد صحيح؟

- أركان الإسلام كلها فرائض، لكن ليست هي وحدها الواجبات، بل إن الله أوجب أموراً أخرى مثل: بر الوالدين، وإكرام الضيف، والعدل بين الناس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

* بعض الدعاة وطلبة العلم يصورون الإسلام على أنه دين جامد وجاف، يعادي الحياة ويحرم الإنسان من كل الطيبات والخيرات، ومظاهر السعادة المحيطة به.. كيف تنظرون إلى هؤلاء الدعاة الذين ينتشرون للأسف في كل مجتمعاتنا العربية والإسلامية؟

- الذين يصورون الإسلام بأنه دين الجمود والعبوس لا يمثلون حقيقة الإسلام وليسوا دعاة، بل هم منفرون، والدعوة هي منهاج النبي صلى الله عليه وسلم، والسلف الصالح الذي يقوم على الحكمة والموعظة الحسنة، والرفق والإحسان إلى الخلق مؤمنهم وكافرهم، كما قال تعالى: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (وإن الله ليعطي بالرفق ما لا يعطي بالعنف)، وقال: (ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه).

* لماذا تحظى قضايا المرأة في بلادنا العربية والإسلامية بجدل لا ينتهي، وهل حقوقها محل خلاف بين علماء الإسلام؟

- حقوق المرأة ضمنها الإسلام بحمد الله، وأكرمها، ورفع من شأنها، والقضية تثار حالياً بأسلوب غريب ومريب، فأولاً نعرف أن بعض النساء قد تتعرض لبعض الظلم والإساءة، لكن ليس هذا هو السائد في بلادنا بحمد الله، كما يصور بعض أهل الأهواء، كما أن هذا ليس هو الإسلام كما يتوهم بعضهم، وثانياً يحاول البعض هدم الثوابت التي حكم بها ربنا-سبحانه- تجاه هذه القضية، مثل:

1 - قوامة الرجل.

2 - حفظ كرامة المرأة من الابتذال بالسفور والاختلاط المحرم.

3 - وظيفة المرأة الفطرية والشرعية والأساسية: زوجة وأماً وداعية أسرة في البيت.

بل يريدون إهانة المرأة لتكون عاملة بما لا يتناسب مع كرامتها وقيمتها.. فتكون متعة بدل أن كانت درة مصونة.

* كثرت الشكوى من انحرافات الأبناء، وعدم انضباطهم السلوكي والأخلاقي، حتى في التعامل مع الوالدين والإخوة، من وجهة نظرك: ما أسباب ذلك؟ وكيف نحمي الأسرة المسلمة ونحافظ على تماسكها؟

- أسباب انحراف بعض الأبناء كثيرة، منها: الانفلات الإعلامي وثورة المعلومات التي لم ترشد، ثم إهمال الأسرة (الوالدين) في القيام بواجب التربية، وضعف الأداء التربوي لدى بعض المعلمين، وتغير نمط الحياة وما ينتج عنه من ظواهر مزعجة، مثل: السهر والمخدرات، ووسائل الإعلام، والشبكة العنكبوتية، ونحو ذلك من الوسائل التي تمثل غزواً مركزاً على الأمة الإسلامية بعامة، وهذه البلاد - بلاد الخليج- والمملكة العربية السعودية بخاصة، والانبهار بالدنيا والانشغال بها أو التشاغل الوهمي جعل كل من تعنيهم التربية للأجيال يتكلمون ولا يفعلون، وتقاذف المسؤولية بين الوالدين والمربين والإعلام، وضعف القدوة على جميع المستويات. ونحن بحاجة ماسة إلى إجراء عاجل لإنقاذ الأجيال بجهد مشترك بين الجميع.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد