Al Jazirah NewsPaper Friday  15/08/2008 G Issue 13105
الجمعة 14 شعبان 1429   العدد  13105
حولها ندندن
إلى سمو أمير الرياض مع التقدير والتحية
د. جواهر بنت عبدالعزيز آل الشيخ

في كل بلدان العالم المتقدم توجد أحياء سكنية هادئة تقطنها العائلات التي تريد الاستقرار والستر والخصوصية الأسرية، وكان في الماضي القريب هذا حال عاصمتنا الحبيبة مدينة الرياض في معظم أحيائها، ولكن وعلى حين غرة فتح سكان العاصمة أعينهم على ظهور العمارات الاستثمارية المرتفعة عن مساكنهم في كل مكان دون استثناء، وتم الاعتداء في الآونة الأخيرة على الأحياء السكنية الوادعة.

ويبدو أن الرياض تستعد لأن تكون مدينة أبراج وناطحات سحاب، وليس لنا معارضة في ذلك، فقد تكون الرؤية البعيدة تهدف لحل مشكلة الإسكان أو لمساعدة بعض المواطنين على تكوين دخلهم أو زيادته، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يؤسس شيء على حساب شيء آخر؟ لأن الغني بذلك سيزداد غنى والفقير سيزداد فقرا، إذ ما ذنب أصحاب الفيلات السكنية المتواجدة بكثرة التي لا تزيد عن دورين فقط، أن يجدوا أنفسهم وقد أحيطوا بالعمارات الشاهقة التي تنتهك خصوصيتهم وتهتك ستر منازلهم؟!

إن هذا الأمر أشبه بضربة الحظ التي حازها ملاك العمارات كي تزيد حظوظهم، وتنقص بالتالي حظوظ أصحاب الدخل المادي المحدود، الذين لم يحصلوا على مساكنهم إلا بالقروض والديون، وهم الموظفون والموظفات ممن تقتصر دخولهم على مرتباتهم الوظيفية فحسب وما أكثرهم، فماذا سيفعلون تجاه هذا الأمر الجلل الذي سيقلل من القيمة المادية لعقاراتهم السكنية في حالة رغبتهم ببيعها والانتقال عنها لأنها صارت مكاناً مكشوفاً لم يعد ملائماً لسكناهم العائلي؟.

فحبذا لو تم تحديد أحياء جديدة ما زالت تحت التخطيط أو الإنشاء، لكي تطبق عليها هذه التجديدات والإجراءات المستحدثة بحيث يكون المشتري على بينة من أمره، وأمامه حرية الاختيار، لا أن يتفاجأ بهذا الوضع بعد فوات الأوان.

والذي زاد من حماسي للكتابة حول هذا الموضوع أن لي قريبة اشترت فيلا صغيرة وسكنتها، ولكن وقبل أن تهنأ وتستقر في الحي السكني الفرعي الذي لا يوجد به إلا فيلات سكنية، فوجئت بشخص يبني عمارة استثمارية أربعة أدوار ملاصقة لسكنها تماما، وهو السكن الذي لجأت إليه هربا من الضوضاء والازدحام إلى حيث الأمان والهدوء، فأحست بصدمة ليس بعدها صدمة، لا سيما أن هذه العمارة التي ما زالت تحت الإنشاء الآن، هي الأولى في هذا الحي السكني الهادئ.

فكم نأمل من حضرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز مهندس الرياض وأميرها الحريص على جمالها وراحة سكانها، صديق الصحافة والصحفيين القارئ المسئول المتابع، أن يتفضل بحل عاجل، ولمعاناة أهل العاصمة عامة وهو دائماً رجل المهمات الصعبة.



g.al.alshaikh12@gmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 9701 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد