Al Jazirah NewsPaper Wednesday  01/10/2008 G Issue 13152
الاربعاء 02 شوال 1429   العدد  13152
همسات لمن يعاني ضيق الصدر
عبد الكريم بن صالح المقرن

لا شك أن أعداداً هائلة من البشر يعانون من ضيق الصدر، وعدم الإحساس بالانشراح، أو طمأنينة القلب، مع كثرة المسؤوليات والمشاغل، وتشعب الأمور في الحياة المعاصرة.. وأكثر هؤلاء قد غفلوا عن أهم أسباب انشراح الصدر، وطمأنينة القلب، وراحة النفس في خضم مسؤوليات الحياة، ألا وهو الانشغال بطاعة الله تعالى وعبادته، بالصلاة، والصيام، والقرآن، والذكر، وأعمال البر، والإحسان إلى الآخرين فإن الحسنات يجر بعضها بعضاً، والإحسان يستوجب الإحسان، ولا شك أن المسلم إذا عمل الخير انشرح صدره، وطابت نفسه، وسر بذلك أيما سرور وهذا مجرَّب معروف.. قال ابن عباس رضي الله عنهما: (إن للحسنة نوراً في القلب، وضياء في الوجه، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة عند الخلق) وهذا حق، فإن الحسنة لها أجمل الآثار في الدنيا والآخرة.

ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان أعظم الخلْق أخذاً بهذا السبب العظيم، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر (أي اشتد عليه) قال: (أرحْنا بها يا بلال) يعني الصلاة.. فكان يفزع إلى الله تعالى لتفريج الكروب، وكشف النوائب وكان يلجأ إليه عند الشدائد.. وهكذا يجب أن يكون المسلم، كلما ضاقت به الدنيا وأعيته الحيلة، واشتد عليه الكرب، فزع إلى الله، واستعان بالصبر والصلاة، وأقبل على ذكر الله وطاعته، فتنكشف عنه الغمة، وينجلي الكرب وينشرح الصدر، ويطمئن القلب.. أعرف رجلاً يعاني من ضيق الصدر وكثرة الوساوس والهموم والبكاء، يقول: لجأت إلى الصلاة عند كل شدة، فصرت إذا نزل بي شيء أصلي ركعتين، وأدعو الله تعالى، فتبدلت حالي، وانشرح صدري وصرت مسروراً متفائلاً باستمرار.. فهذه دعوة إلى كل مسلم، خصوصاً من يجدون في نفوسهم ضيقاً، أن يفزعوا إلى ذكر الله وطاعته، وأن يستبقوا الخيرات. والله من وراء القصد.

- الرياض



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد