العيد بهجة؛ والعيد في المجتمع المسلم يعني الصفاء والحب، يعني الإخوة والإخاء، يعني التكافل والإحسان، يعني الابتسامة والبشاشة، والعيد هو البهجة والفرح، والسعادة والسرور، تظهر آثارها بالمعانقة والمصافحة، وتبرز ملامحها بحسن الهيئة ولبس الجديد. إنه فرح بكمال شهر الصوم، وبهجة بنيل شهادة الفوز والاستحقاق، فيوم العيد هو يوم الجوائز هو يوم التكريم. |
كم هو جميل أن يتحلى المرء بسجايا العيد، وأن يتصف بصفات الخُلق الرفيع من الحلم والصفح والتجاوز عن أخطاء الآخرين، فالرجل العظيم حقاً كلما حلق في آفاق الكمال اتسع صدره وامتد حلمه، وعذر الناس من أنفسهم، فكان نتيجة ذلك صلة ما انقطع وزيارة من هجر، وتغليب العفو على العقاب والحلم على الغضب. |
كم هو جميل أن يخرج المرء في يوم العيد وهو مكسيّ بلباس الزينة، متوشحاً وشاح الجمال من غير مخيلة أو تباهي، قد علاه التواضع وخفض الجناح وغشيته السكينة والوقار. |
كم هو جميل أن لا تُنسينا فرحة العيد دمعة اليتيم، وحزن الأرملة وفاقة المسكين، وتوجع المضطهدين والمنكوبين، وكرب المأسورين والمشردين. |
كم هو جميل في العيد أن تظهر فيه دروس الصلاح والطهر، والاستقامة والتعاون والتراحم. |
كم هو جميل أن يشعر أبناؤنا بفرحة العيد بالقُبلة الحانية، والهدية الجميلة، والتسلية البريئة. فكما أن الصيام والقيام عبادة وطاعة في رمضان، فاللعب واللهو المباح في العيد أيضاً عبادة وطاعة لله إذا كانت منضبطة بضوابط الشرع المطهر -ليعلم اليهود أن في ديننا فسحة-. |
كم هو جميل في العيد أن يطبع المرء قُبلة على رأس الوالدين والجد والجدة وأن يسأل الله لهما قبول صيام الشهر وقيامه، وأن يصل الأرحام والأقارب، ويزور الجيران والأصدقاء وأن يعود المرضى ويلاطف اليتيم ويواسي الثكلى وأن يُحسن للخدم والعمّال. |
العيد بهجة تعلو فيه البسمة الشفاه، وتغمر الفرحة فيه القلوب وتسود الألفة وتشيع المحبة الجميع. |
العيد بهجة ونعمة لا يستحقها إلا الشاكرون، يبتهج فيها صدق الابتهاج أهلُ الطاعات من الصائمين والقائمين والركع السجود.. أما من لم يصم عاصياً لله، ولم يقم بما أوجب الله عليه فلا عيد له ولا بهجة. |
العيد علامة السبق فيه، والفوز بجائزته، هو إتباع الحسنة الحسنة. فمواصلة المسيرة المباركة التي كانت في رمضان دليل على فوز صاحبها وعلامة على قبول عمله. |
|
أتيت يا عيد والأرواح مشرقة |
فللبلابل ألحان وتغريد |
|