في بداية العام الهجري الحالي انتقدت بعض ما جاء في بنود نظام المرور الجديد لاسيما الغموض الذي يكتنف نظام المخالفات المرورية وتغيره من وقت لآخر، والتراخي في بعض العقوبات المطبقة على المخالفين، وخضوع ذلك للاجتهادات والتهاون في فرض الغرامة أو إسقاطها تبعاً للتوسلات والتبريرات من لدن قائدي المركبات.
أقول ذلك، برغم ما ألمسه من جدية في إقرار بعض العقوبات كمصادرة السيارات والسجن لبعض المخالفين، مع التحفظ على موضوع السجن لاسيما لصغير السن وسائق الأسرة للمخاطر المترتبة على ذلك، ولازلت أتمنى استبداله بفكرة مضاعفة الغرامات والجلد أو القيام ببعض الخدمات الاجتماعية المناسبة له والتي تعود على المجتمع بالنفع.
وكنت قد أشرت إلى انزعاج صاحب المركبة من رصد مخالفاته المرورية بالكاميرا وتسجيلها عليه دون علمه، حيث طالبتُ بضرورة إبلاغه عن المخالفة المرورية ونوعها بعد رصدها وتحريرها من لدن رجال المرور بإرسالها له مباشرة عن طريق رسائل المحمول المتوفرة حاليا؛ حتى يتسنى له معرفة المخالفات التي وقع فيها أو تسبب بها سائق الأسرة لتجنب تلك المخالفة وعدم تكرارها. وتساءلت حينها عن مدى أحقية رصد المخالفات المرورية وتحريرها دون إبلاغ السائق، وأن ذلك قد يعد استفزازاً له مما يجعله غاضباً فيعمد إلى إنكارها، ومن ثم يكون غير مبالٍ بالأنظمة ويبحث له عمن يستطيع إسقاطها، أو يُشغل جهاز المرور بالشكاوى والتظلمات مما يحمل ذلك الجهاز أعباء هو في غنى عنها.
وقد سررت حقا لاستجابة هذا الجهاز الهام لهذا المطلب، حيث أوضح مؤخرا مدير الإدارة العامة للمرور اللواء فهد بن سعود البشر في تصريح له: (أن جهاز المرور يعمل حالياً على وضع آلية محددة من شأنها أن تسهم في سرعة إيصال المخالفة إلى مالك المركبة مباشرة عن طريق الهاتف النقال بعد رصدها من قبل كاميرات المراقبة المزمع تركيبها في الشوارع، وذلك في إطار مشروع الرصد الآلي الذي سيبدأ العمل فيه خلال الأشهر القليلة المقبلة) وأشار اللواء البشر إلى أن هناك إجراءات يجري العمل عليها حالياً بالتنسيق مع مركز المعلومات الوطني وهيئة الاتصالات في هذا الشأن وذلك تفعيلاً للنظام المروري الجديد الذي بدأ العمل فيه مؤخراً.
وبرغم انتقاد الناس لهذا المرفق الحساس الذي يواجه تحديا كبيرا في كل يوم وكل ساعة ودقيقة، إلا أننا نكبر جهود رجال المرور، ونشيد ببحثهم عن الآليات الحديثة والوسائل المناسبة التي تريح مستخدمي الطريق وتقلل من الحوادث وتحقق الأمن والسلامة. بيد أن الجهود لوحدها لا يمكن أن تأتي ثمارها ما لم يشعر المواطن بدوره إزاء استخدام الطريق، واحترام الأنظمة والمحافظة على أرواح الناس، فالطريق ليست له وحده بل يشاركه فيها غيره.
ولعل هذا الجهاز يساهم بدور إيجابي نحو رفع مستوى الوعي المجتمعي تجاه الأنظمة المرورية، والتأكيد على أن نظام المرور أوجد لمصلحتهم وحفظ أرواحهم وممتلكاتهم.
rogaia143@hotmail.Com
ص.ب 260564 الرياض