عندما شاء (الملك عبدالله بن عبدالعزيز) أيده الله ورعاه.. للمرأة أن تتبوأ مركزاً قيادياً رفيعاً.. وأن تكون في المستوى التنفيذي الأعلى.. كان ذلك في سياق إصلاحاته الإدارية ومبادراته الإصلاحية المباركة.. وسياسته الحكيمة في الإحلال والإبدال والتطوير والتغيير.. في المناصب القيادية.. وفق ما تهدف إليه رؤيته السديدة.. وتقتضيه المرحلة.. وتحتمه مصلحة الوطن..
** .... وبكل ما تحمله تبعات القرار من رمزية وما تشير إليه من توجهات.... كان الأولى بالمحتفين - والمحتفيات- بهذا القرار.. الذين دشنوه بالقصائد وزوائد الإنشاء وإعادة لحن المرأة ودورها وحقوقها.... الخ.. ! أن يكونوا بمستوى يقارب مستوى الوعي القيادي الحكيم.. فلا يبالغوا في استباق نتائج (هكذا قرار) أو يميعوا مقاصده العليا والنبيلة.. في (رمزية) تسنم (المرأة) مقعداً تنفيذياً عالياً.. بل كان الأجدر بهم الانتظار.. حتى تستوي التجربة على سوقها.. وتؤتي أُكلها..
** وتأخذ حقها في السيرورة ومجالها في التكون والممارسة والإضافة.. وكان جديراً ب(صاحبة المعالي) الشروع في قراءة وضع المرأة وكادرها الوظيفي في جهاز التربية والتعليم.. والوقوف المتأني على مشكلاتها ومراجعة كافة أوضاعها.. وفق منهج إداري.. يأخذ وقته كاملاً في الاستبصار والإعداد والتخطيط والدراسة..
** فهذا الكادر.. محمل بأثقال وأغلال ران عليها الوقت.. وتراكمت معضلاته.. وكل الجهود السابقة لتقويمه لم تمس جوهره... كما يتطلب برنامجاً للمراجعة والفرز.. والنزول لقاعدته العريضة.. التي تضم مئات الآلاف من المعلمات والإداريات والطالبات.. والاستماع إليهن.. من خلال لقاءات مفتوحة تشمل كل المناطق التعليمية أو استبيانات.... أو أي صيغة تضمن وصول أصواتهن.. والإنصات إلى مطالبهن.. وفتح نافذة للرأي والرؤية في جدار عالمهن المغلق..
** .. ففي نسيجه الداخلي علل واكراهات.. لا تبدأ بتحديد سن التقاعد.. ولا تنتهي بموظفات الحاسب الآلي والمستخدمات.. اللاتي تقتطع مديرات المدارس مرتباتهن الشهرية ومكافأتهن من رواتب المعلمات..... ولا بيئة التعلم ومنشآته وتجهيزاته.. ولا اختطاف المنهج.. من صاحبات الأفكار الدعوية والأيديولوجية... ولا اختزال حق وضعه واختياره بيد مجموعة بعينها... مروراً بالنصاب من الحصص.. والقيادات الإدارية الصغرى (مديرات مدارس ومساعدات وموجهات) اللآتي لا يحكم أداءهن نظام ولا يمتثلن لرقابة إدارية.. ولا تحدد صلاحيتهن معايير تنظيمية..
** و(معاليها) بدأت بالوعيد بالنصاب كاملاً.. وبشكل ومقاييس العباءة والطرحة.. وبحيثيات موقفها من نشر صورتها.. ! ورعايا (معاليها).. لا يعنيهن أمر صورتها.. نشرتها أم لا.. ولا يعنيهن مبررات ذلك.. حتى وإن كانت تقاليد سلالتها العائلية الكريمة.. فالمسألة لديهن أعم وأهم من وعيد استباقي.. وقضايا شكلية تجد فيها الصحافة الفارغة أثاثاً يحمل هامش اهتمامها الصغير.... فالمهام جسام.. والإرث ثقيل.. والمسؤولية تقتضي الترفع عن صغائر الأمور وسفاسفها إلى الجاد والمفصلي منها..
** وثقة (ولي الأمر) تشريف وتكليف.. ورؤيته الحكيمة تسع الوطن وتحتويه.. وتنظر إلى واقعه بعين الراعي الأمين.. وتستشرف مستقبله بقلب الأب الحاني والقائد الحكيم.. ولذلك فهو يضع الأمانة بيد من يقدرها حق قدرها.. والمسؤولية بيد من يدرك ثقلها ومقتضياتها..
** وكلنا ثقة أن (معاليها) تعي ذلك وتضعه في اعتباره اللائق.. دونما تسرع في التعاطي.. أو اختصار لصلاحيات الموقع الوظيفي في مسار ضيق وشكليات لا معنى لها.. كما تعي.. أنها ستكون نموذجاً يقاس به جدارة (المرأة).. في تبوء مسؤولية بهذا الحجم.. ومنصب بتلك الأهمية.