تشكل الكوارث والأوبئة جزءاً من حياة البشر، ويكاد لا يمر عصر دون كوارث بيئية أو صحية أو دمار أو هلاك للناس نتيجة للحروب والقلاقل والفتن، لكن أخطر كارثة تلك التي تحدث بسبب الهلع والخوف غير المبرر، والعيش في أجواء الكارثة بينما الوضع لا يزال مطمئناً، ولا توجد دلائل ومؤشرات على قرب حدوثها، ولكن إن اقترب حدوثها يجب التعامل معها من خلال أولويات، ويأتي نشر الوعي على رأس القائمة، ومن بعدها تأتي أهمية وضع خطة لترتيب أولويات التعامل مع فصولها، لكن ستكون الأزمة أسوأ بمراحل إذا تم التعامل مع الأزمة على أنها كارثة، وهي في حقيقة الأمر ليست بكارثة، ولا تحمل في مجرياتها ما يدعو للهلع، وهو ما قد يجعل من مهمة إدارة الأزمة في غاية الصعوبة في تنظيم العمل خلال الأجواء المشحونة بالتوتر والقلق..
خلال الأزمات يتوجب على الإدارة أولويات ومنطلقات لا يُفترض أن يخرج من بين كلماتها انطباعات التناقض والغموض، ويكون من أهم أغراضها رفع مستويات الاتصال بينها وبين الناس، وأن يخاطب المجتمع من خلال لغة الواقع، ودعوة الجميع للتعاون من أجل تجاوز الأجواء السلبية، وليس عبر كلمات (نحن على أتم الاستعداد لمواجهة الأزمة).. ولكن عبر مواجهة الأزمة من خلال تعاون مشترك وثقة متبادلة بين الإدارة والمجتمع..
ثانياً: المحافظة على مستويات عالية من الثقة بين إدارة الأزمة والموطنين، ويكون ذلك من خلال تسهيل إجراءات التشخيص والعلاج، ورفع مستويات الشفافية بين الإدارة وبين المجتمع.
ثالثاً: أن يتم تعاون الجميع في مواجهة الأزمة، وأن يُتعامل معها من خلال المصلحة العامة، وأن لا يتم استغلال هلع الناس تجارياً من أجل تحقيق الأرباح المادية الباهظة.. وأن تدخل العناية بها ضمن خدمات التأمين في العقود السارية.
رابعاً: أن يُفتح المجال للجمعيات الخيرية في العمل من أجل مواجهة الأزمة، وفي توفير احتياجات الأفراد غير المؤهلين للوصول إلى مراكز التشخيص والعلاج، وأن تعطى صلاحيات واسعة لمختلف القطاعات للمشاركة في مواجهة احتياجات المصابين.
خامساً: أن يتم إيصال المساعدات والعلاج إلى الجميع بدون تفرقة أو أفضلية، ووضع تعليمات صارمة لتطبيق المساواة في المعاملة من أجل رفع الثقة بين المواطنين وإدارة الأزمة.. وأن يتم إخبار المجتمع عن إمكانيات توفير وسائل التشخيص والعلاج، ونسب توزيعها بين المناطق.
سادساً: وضع خط مجاني ومباشر من أجل سماع الإرشادات والتعليمات الواجب اتباعها أثناء الأزمة، وفتح خطوط مباشرة للاستجابة للحالات الطارئة في مختلف المناطق.
سابعاً: أن يتم توزيع إرشادات واضحة وتتضمن علامات وأعراض مراحل الأزمة، وكيف للفرد أن يتعامل معها في حال حدوثها في عائلته، وأن تتضمن هذه الإرشادات جدول يحدد خطة العمل لمواجهة الأزمة في مختلف المناطق، وأن يتم إلغاء المركزية، وأن تكون آليات التشخيص والعلاج في متناول مختلف المناطق، وأن يتم إعطاء المسؤولية كاملة للإدارات في المناطق المختلقة...
ثامناً: أن يتم وضع خطة إعلامية شفافة لمواجهة الهلع والخوف من الكارثة المزعومة من خلال إجراء مقابلات وتقديم تجارب الذين تجاوزا الأزمة، وأن تكون العلاقة بين الإعلام وإدارة الأزمة أهدافها التعاون من أجل الخروج من الأزمة، وأن يتحاشى الإعلام أساليب المواجهة من أجل المواجهة مع إدارة الأزمة خلال الكارثة..ولكن من خلال المشاركة الفعًالة في المساهمة الخيرية في مواجهة الأزمة ونشر الإرشادات وتسهيل إجراءات التشخيص والعلاج.
تاسعاً: العمل على استمرارية التواصل بين الإدارة والمجتمع، والتعامل معهم بشفافية عالية من أجل تخفيف حدة الهلع، كذلك وضع في عين الاعتبار أن الوضع قد يتحول إلى كارثة حقيقية، وأن يكونوا مهيَّئين لتقبل نتائجها..