بينت دراسات محلية حديثة أن حوادث غرق السيدات في المنطقة الشرقية كانت بسبب سباحتهن ليلاً وبعد حلول الظلام بعيداً عن الأنظار وهن بكامل ملابسهن وعباءاتهن.
ذُكرت نتائج الدراسة خلال النشاط التوعوي الخاص بالسلامة البحرية الذي نظمته ملتقيات (إبداع) بالتعاون مع حرس الحدود بالمنطقة الشرقية ومركز الوحدة لسيدات الأعمال بالخبر مؤخراً بحضور نخبة من سيدات الأعمال وطالبات الجامعات من أعمار مختلفة. وقد سعدت بالاطلاع على برامجه التي اشتملت على الجوانب الإنسانية والنشاطات التوعوية والتثقيف في مجال السباحة على وجه الخصوص، مما يساهم بزيادة ثقافة مرتادي الشواطئ. وهي مناسبة لأشيد بقيادة حرس الحدود في المنطقة الشرقية وبجهود مدير عام العلاقات العامة العقيد محمد بن سعد الغامدي على اهتمامه وحرصه على نشر التوعية والإرشاد لمرتادي الشواطئ، وكذلك لجنة السلامة البحرية.
وقد ذكرت المهندسة صفاء قوصيني عضو هيئة التدريس بالجامعة العربية المشاركة في النشاط التوعوي: إن من أبرز أسباب زيادة حالات غرق السيدات اندفاع الأمهات منهن لإنقاذ أطفالهن من الغرق وهو ما يعد سبباً قوياً في غرقهن، لاسيما أن معظمهن ليس لديها معرفة بما يسمى (ثقافة الإنقاذ والسباحة) أثناء محاولتهن عمليات الإنقاذ. كما أن إهمال مراقبة الأطفال عند الوصول للشاطئ أهم أسباب تعرضهم للغرق، بينما كان سبب غرق الكبار لبعدهم عن الشاطئ وعدم القدرة على العودة نتيجة الإرهاق والإعياء والمجازفة.
ويجدر بمرتادي الشواطئ معرفة الطرق الصحيحة والسليمة لإسعاف الغريق. فالمتعرض للغرق عندما يكون تحت الماء يحاول حفظ الهواء داخل رئتيه ومنع وصول الماء لها، فيجبر نفسه على التوقف عن التنفس تماماً ويقاوم رغبة جسمه في ذلك، ويصاب إثر ذلك بحالة من الهلع والخوف ويُصدر حركات سريعة تزيد من استهلاك الجسم للأكسجين. وبسبب توقفه عن التنفس يزداد ثاني أكسيد الكربون في الدم وينقص الأكسجين فلا يستطيع الغريق منع نفسه من طلب التنفس، وحينها يبدأ بالتنفس بينما هو في الواقع يسحب الماء عن طريق القصبة الهوائية ليدخل في جهاز التنفس العلوي مما يسبب تشنجا، وقد تنغلق القصبة الهوائية لحماية الرئتين من وصول الماء وحينها يبتلع الغريق كميات من الماء تصل إلى المعدة. ويستمر الانغلاق لمنع وصول الماء إلى الرئتين فتحدث الغيبوبة بسبب نقص الأكسجين المتجه إلى المخ، عندها ينفتح البلعوم ويدخل الماء إلى الرئتين.وحالة الغيبوبة قد لا تتجاوز الدقيقة الواحدة.
ولإسعاف الغريق إذا كان واعيا، يتم التواصل معه وتهدئته واستدعاء الخدمة الطبية الإسعافية بسرعة لتقييم حالته وإمكانية نقله للمستشفى. أما إذا كان غائباً عن الوعي ولا يتنفس فلا بد من الإنعاش القلبي التنفسي من قبل شخص متدرب على ذلك.
ويعتقد البعض أن نكس الغريق على رأسه يؤدي لسرعة خروج الماء من الرئتين ومن ثم إنقاذه، وهذا اعتقاد خاطئ تماماً لأنه لا يحل المشكلة الأساسية وهي توقف التنفس والقلب بل يؤدي لتأخير بدء إسعافه وزيادة احتمال موت خلايا الدماغ. كما أن محاولة شفط الماء من المعدة لا يفيد في العادة وقد يتسبب في تقيؤ الغريق ودخول محتوى المعدة إلى الرئتين مما يزيد التهابها ويسبب نقص الأكسجين.
وفي حين للإجازات جمالها ومتعتها، فلها مخاطرها ومآسيها. جعل الله إجازاتكم سعيدة.
rogaia143@hotmail.Com
www.rogaia.net