* نحن الذين كنا في صفوف المعلمين والمعلمات قبل سنوات، ثم أصبحنا في صفوف المتقاعدين والمتقاعدات بعد سنوات.
* نحن آباء وأمهات وإخوان وأهل ال (نصف مليون معلم ومعلمة) في قطاع التعليم العام.
* نحن آباء وأمهات وأولياء أمور ال (خمسة ملايين تلميذ وتلميذة) في مدارس التعليم العام.
* نحن الذين نرقب ونترقب..
* نرقب مسيرة التعليم العام في بلادنا، ونترقب مجيء اليوم الذي نرى فيه على الواقع، تغييرات وتحسينات وإصلاحات نحو الأفضل، في هذا القطاع الكبير والحيوي.
* تغييرات في إدارة العملية التربوية والتعليمية.
* وتحسينات في طريقة أداء العمل بشكل عام.
* وإصلاحات في المقررات والمناهج، وفي إعداد المعلم الكفؤ، الذي يدعم سياسة الدولة، في إيجاد مخرجات علمية وعملية منتجة، وليست مخرجات معطلة ومكلفة، تحتاج بعد الثانوية العامة، إلى سنوات تأهيلية، وإلى دورات دراسية.
* نحن مع إخواننا وأخواتنا، وأبنائنا وبناتنا، من آلاف المعلمين والمعلمات، الذين دشنوا بداية الأسبوع الفارط، حملة إعلامية تذكيرية تحت شعار: (فيصل التعليم.. المعلم يناشدك).
* نحن مع هؤلاء المعلمين والمعلمات، الذين أرادوا أن يلفتوا الأنظار إلى أحوالهم في سلك التربية والتعليم، وأن يذكِّروا الجميع بحقوقهم المادية والمعنوية، فاتجهوا إلى رأس الهرم في وزارة التربية والتعليم، الوزير الأمير (فيصل بن عبد الله ابن محمد).
* هناك دفعات من المعلمين والمعلمات - يا سمو الأمير الوزير- دخلت سلك التعليم العام، من بوابة البند الشهير في سنوات خلت، على أجور متواضعة جداً، وهو الذي يعني الانتظار الممض، لحين شغور وظائف تتناسب مع مؤهلات وشهادات ضحايا هذا البند العجيب، وحتى بعد شغور هذه الوظائف، وبدء التسكين عليها، حدثت أخطاء فادحة، أضرت بهؤلاء المعلمين والمعلمات، فبعضهم سُكِّن على وظائف أقل مما يستحقه نظاماً، والبعض الآخر ؛ ذهبت سنوات خدمته أدراج الرياح، فلا هو الذي كسب سنوات خدمة في سجله الوظيفي، ولا هو الذي حصل على فروقات مالية، لخدمة سبقت التسكين بعد التعديل الأخير، الذي اعتمد هو الآخر على المادة ( 18أ )، وهي مادة خاصة بالترقيات - كما يقول أصحاب الشأن - ولا تنطبق على وضع المعلمين المتظلمين من أمور كثيرة، لعل منها:
1- ضياع سنوات الخدمة، لعدد كبير من المعلمين والمعلمات.
2- مساواة المعلم المستجد في المرتب، بمعلم خدم خمس سنوات قبله.
3- مساواة المعلمة المستجدة في المرتب كذلك، بزميلة لها خدمت عشر سنوات قبلها.
4- مفاضلة غير التربوي على التربوي في بعض الدفعات.
5- ضياع الفروقات المالية المفترضة، لسنوات خدمة سبقت التعديل والتسكين.
6- ضياع سنوات الخدمة السابقة على البند.
7- تبعات وأضرار لاحقة للمعلم والمعلمة، خاصة من أراد التقاعد المبكر.
* هذا فيما يتعلق بالجانب المادي والوظيفي..
* هناك أمر آخر، يتعلق بأضرار معنوية، يتحدث عنها هذا الوسط التربوي، خاصة وأن هيبة المعلم - كما يقولون- لم تعد كما كانت في سنوات خلت، ولأني أرفض رفضاً باتاً، ربط هذه المسألة بقرار وقف ضرب التلاميذ والتلميذات، فلكل إنسان حصانته وكرامته، حتى لو كان صغيراً أو مراهقاً، لهذا أطلب بحث مسألة الهيبة المفقودة، في إطار آخر غير المطالبة بعودة الضرب.. إطار يشمل شخصية المعلم وكفاءته على سبيل المثال ، ومدى قدرته على بناء علاقة إنسانية أبوية بينه وبين تلاميذه، وحال البيئة المدرسية، وجاذبية الأداء التربوي والتعليمي فيها من عدمه.. إلى غير ذلك، مما يساعد على توفير الاحترام بين المعلمين وتلاميذهم، ولكن ليس بالعصا، فليس بالعصا نربي الأجيال ونعلمهم.
* أعود إلى مسائل أخرى لا تقل أهمية عن هموم ومطالب المعلمين والمعلمات، فنحن إذا صححنا أوضاع هذا الوسط الحيوي، فأعطينا كل ذي حق حقه، من جملة المعلمين والمعلمات المتظلمين، فإننا بذلك نعزز من كفاءة الجهاز كله، وندعم العملية التربوية والتعليمية، من خلال أقوى عنصر فيها وهو المعلم، ثم نلتفت إلى قضايا لا تقل أهمية عنه، وفي مقدمتها : طريقة إعداد المعلم نفسه، وإجراء إصلاحات حقيقية في المناهج والمقررات، وتطوير الأداء الإداري للعملية التربوية والتعليمية، داخل الوزارة، وداخل إدارات التعليم، وداخل المدارس صغيرة أو كبيرة.
* نتحدث عن التعليم العام اليوم، ونحن نتابع بفخر واعتزاز، ما تحقق في التعليم العالي خلال أقل من خمس سنوات، وما تحقق كذلك في وزارة العدل، وفي سلك القضاء في ظرف سبعة أشهر. إن الذي يجري في وزارة التعليم العالي وفي السلك القضائي، من توسع وإصلاح إداري منهجي، هو ثورة إصلاحية كبيرة، إذا قيس الأمر بوزارات ومؤسسات أخرى، ظلت دون حراك يذكر، فبدت وكأنها مكبلة أو مقيدة، فلم تتقدم بالقدر الذي تطمح إليه الدولة، وبالقدر الذي يحقق طموح خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في تحقيق تغييرات وتحديثات وإصلاحات ملموسة، تساعد على التطوير والنمو في شتى القطاعات في الدولة.
* أكرموا المعلمين والمعلمات؛ فعلى أيديهم تتخلق العقول المستنيرة، وتوقد الشموع المضيئة، التي سوف نهتدي بها في مسيرتنا الحضارية نحو المستقبل.
إن الدخول في التاريخ الإنساني والحضاري، يحتاج إلى عقول مستنيرة، وإلى دروب مضيئة.
assahm@maktoob.com