قضى فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن سليمان المطرودي -والذي انتقل إلى جوار ربه صباح يوم الجمعة الموافق 27 من شهر رجب 1431ه- جلّ حياته العلمية والعملية في جامعة الإمام ووزارة الشؤون الإسلامية، حيث عمل وكيلاً مساعداً للشئون الإسلامية ثم وكيلاً للأوقاف أكثر من أربع عشرة سنة.

عرفت فضيلته من خلال عملي سابقاً في وزارة الشئون الإسلامية -وكالة الأوقاف- على مدى ثماني سنوات دمث الخلق، سمحاً، كريماً، عفيف اللسان، متواضعاً يحمل في نفسه محبة للجميع، باذلاً جاهه لكل من طلب الشفاعة أو المساعدة في أمر من الأمور.

وقد أسهم في تطوير الأوقاف خلال عمله فيها، حيث تطورت تطوراً ملحوظاً وأصبحت أكثر تنظيماً في التسجيل، وتصنيف شروط الواقفين وصرف غلالها في مصارفها الشرعية تنميةً واستثماراً لأعيانها واستحداثاً لصيغ جديدة تواكب متطلبات العصر وخصوصاً في مجالات الصحة ودعم جمعية الأطفال المعاقين وأمراض الكلى، وكان آخر الإنجازات إنشاء صناديق وقفية بدعم وتوجيهات مولاي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله حيث تم إنشاء إعمار وصيانة المساجد، وصندوق الوقف الصحي.

وأتمنى من معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد إنشاء صندوق وقفي باسم فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن سليمان المطرودي عرفاناً لجهوده في مجال الأوقاف؛ وأظن بأن هذا الاقتراح لا يخفى على معاليه -حفظه الله- الذي يقدر الرجال ويثمّن ما يبذلونه من جهود في خدمة الدين والوطن.. رحم الله الشيخ عبدالرحمن المطرودي وأسكنه فسيح جناته ورزق أهله الصبر والسلوان.. ?إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ?.