في صبيحة يوم السبت الثامن والعشرين من شهر رجب، عام واحد وثلاثين وأربعمائة وألف، كان مصابنا جللاً، وكانت فاجعتنا هائلة في الخال أبي عبدالحكيم عبدالرحمن بن عبدالله الناصر، وهو الذي عمل في خدمة الوطن بوزارة الخارجية ما لا يقل عن أربعين عاماً متنقلاً بين باكستان ودمشق ومدينة جدة وعمان، حتى استقر به المطاف بمدينة الرياض.
وقد كان أبو عبدالحكيم - رحمه الله - بارًّا بوالديه وإخوانه، أباً عطوفاً وقلباً حنوناً على أبنائه.
ولقربي من خالي ومعرفتي به منذ الطفولة أعلم علم اليقين أنه كان - رحمه الله رحمة واسعة - من الناس الذين يفضلون الصمت على الكلام، كريم الأخلاق، حميد الخصال، حسن التعامل مع الآخرين.
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزله ووسّع مدخله واغسله اللهم بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم أبدله داراً خيراً من داره، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، ولا تجعله حفرة من حفر النار، اللهم إنا نسألك أن تسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، اللهم وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان وحسن الاحتساب، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنّا بعده، واغفر لنا وله اللهم آمين.