بقدر ما كدرنا خبر تعرض خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لعارض صحي؛ إلا أن الشفافية في إذاعة الخبر بصورة واضحة حوَّلت حدة القلق لأدنى درجاتها، حيث لم يترك النبأ مجالاً للشائعات والأقاويل والتنبؤات. ولاشك أن المصداقية سبيل لبقاء الهيبة والتقدير، والوضوح دوام للثقة، والشفافية طريق لإثبات الجدارة والكفاءة.
وهي بادرة فكرية صحية تجعل هرم السلطة (الملك) قريباً من المواطنين جميعاً الذين يشعرون بأنه والدهم وحبيبهم ومن حقهم أن يطمئنوا عليه ويدعون له، فهو الرحيم على شعبه المحب لهم الذي يشاركهم أفراحهم ويتألم لألمهم. ولا أنسى قط حديثاً مصوراً له - حفظه الله - في التلفزيون وهو يشير بيده إلى قلبه ويظهر ألمه حين يذكر له أحدٌ حالة الفقراء والمعوزين وحاجتهم. ولم يقف عند المشاعر والعواطف بل سعى لمضاعفة مخصصات الضمان الاجتماعي بكل سخاء كما زاد رواتب الموظفين منذ توليه سدة الحكم إلى ثلاثين بالمائة من الراتب الأساسي، وحسَّن أوضاع العسكريين بما يشير لتلمسه احتياجات شعبه، بل وتعدى ذلك تكريمه للمرأة في بادرة لم يسبقه لها أحد حتى أصبحت في طريقها للحصول على حقوقها، وتأمل بالمزيد بما يليق بمواطنتها ويتناسب مع إنسانيتها التي كفلها لها دينها العظيم.
وهذه الإصلاحات العظيمة التي نشهدها كل يوم تجعلنا نطمئن على أوضاعنا، وتهدأ قلوبنا وتشرئب نفوسنا لتحقيق طموحاتنا لأننا نعيش في بلد يحكمه الملك عبدالله الذي ينشد العدالة ويتلمس الرحمة بنفس القدر الذي يسعى به لرقي بلادنا وتحضرها، بما يؤكد لنا أنه الملك الصالح الذي كثيراً ما نسمعه يوصي الوزراء في مجلسهم بالمواطن خيراً، ويطالبهم بتسهيل أموره دوماً. وهو هنا ينقل من ذمته مسؤولية ما يعترض المواطنين من صعوبات ويحولها لذمة الوزراء، ويحمِّل هيئة الرقابة والتحقيق متابعتهم. وليس أقوى من ملك عادل ولا أحب لله منه، حيث هو أول شخص يظله الله يوم لا ظل إلا ظله. وإنا لنرجو لملكنا ظل الله في الآخرة، كما نرجو له التمكين في الدنيا ونطلب له العون من الله والسداد على تحمل الأمانة وأداء المهمة وهو جدير بها، كما نبتهل إلى الله أن يلبسه ثياب العافية، ويسبغ عليه الصحة؛ ليقوم لشعبه الذي يحبه بشغف، ولا عجب أنك لا تكاد تجد مواطناً أو مقيماً إلا ويدعو له، ويحمد سيرته العطرة، وإنسانيته اللامحدودة التي شملت شعبه وتخطتهم إلى أمم أخرى، حيث تعرفه الشعوب الفقيرة التي تعرضت لكوارث ومحن وزلازل وبراكين، وتدعو له على كرمه وسخائه وفتحه لشعبه مجال التبرع وبذل الخير ومشاركة إخوانهم المتضررين.
وكان لهذه الوقفات الكريمة مع تلك الشعوب دفعاً للبلاء عن بلادنا، وصدقة عن مواطنيها. فبرغم تعرض البلدان من حولنا لحروب وقلاقل وإرهاب، إلا أن رحمة الله بنا ثم حكمة ملكنا وبعد نظره جنبتنا الدخول في معترك الفتن ومتاهات الشغب، فبلادنا ولله الحمد تعيش استقراراً سياسياً وأمنياً، ويتم القضاء على الحركات الإرهابية في مهدها دون إزعاج للمواطن أو تنغيص عليه.
فاللهم يا شافي نسألك بأسمائك الحسنى في هذا اليوم الفضيل يوم العيد، يوم اجتماع المسلمين في بيتك الحرام أن تشفي والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأن تسبغ عليه ثياب الصحة والعافية، وتمد بعمره على عمل صالح جزاء ما قدم لشعبه وخدمة الإسلام والمسلمين.
وطهور يا بو متعب، وأجر وعافية، وعيدك مبارك يا والدنا الغالي، وتقبل الله أعمالك، ودمت لشعبك خيمة تظللهم عن الحر، وتدفئهم من البرد.