نتابع مشاهد موسم الحج عبر فضائيات العالم، وتحمل الصور مشاهد جديدة للمشاعر، فيما تتركز الكاميرات على الحرم المكي وما حوله، وكل المشاعر، ويتحدث أكثر من زميل وصديق عربي وأجنبي، مسلم ومسيحي، عن صور تبدو مثيرة وملهمة، وأن موسم الحج فرصة لرؤية شعيرة إسلامية تمارس بهذا الانتظام والدقة في أيام معدودة، ولا يفوت الانتباه الحركة العمرانية الضخمة التي تحيط بالحرم المكي.
إلا أن هذه الصور للحرم وما حوله حظيت بإعجاب كبير لناحية التطور الهائل في البنيان وعلوه، لكن كما العادة مع وجود أي نمو وتغير حتى في البناء تشهد خطوات مثل هذه جدلاً لا يقف حول البنايات الشاهقة والحاجة إليها، وهل غيرت من معالم مدينة إسلامية عالمية كمكة، وسؤال فني حول النموذج والتصميم العمراني.
دائماً ما تتعرض أي عملية تطوير للشك والسؤال والبحث، دون الانتباه كثيراً إلى النتائج والوضع الجديد. وفي العقود القليلة الماضية تم هدم الكثير من المنازل القديمة والمتهالكة في مكة لتسهيل الوصول إلى الحرم وإقامة المراكز والفنادق ومناطق صف السيارات الضخمة تحت الأرض، وخدمات البنية التحتية.
الأمير نايف بن عبدالعزيز قال بداية الأسبوع «في السنوات العشر الماضية تمت زيادة أعداد الحجاج بشكل كبير. هذا العام توجد زيادة بعشرين في المئة». فيما تقول التقديرات إن عدد الحجيج يبلغ الآن بين 3-4 ملايين حاج.
المعروف أنه قد أقيمت مجموعة من الفنادق والمجمعات السكنية الكبرى الشاهقة، والتي تتيح لسكانها رؤية الكعبة، والبنيان الطويل والشاهق الذي يلف الحرم وحوله، وفي أحياء من مكة، هو ما يسمح لهذا العدد البشري أن يجد مساحة، حيث لا يمكن مقارنة أعداد الحجيج والزائرين لمكة اليوم بما كان قبل عقد -مثلاً-.
والواضح أن مشروع أكبر توسعة وتطوير أتاح الفرصة أمام أعداد أكبر من المسلمين للتوافد على مكة لأداء الحج وهو ما تعتبره البلاد واجبها.
في رمضان الفائت افتتحت مكة أكبر ساعة في العالم، وإلى جوارها تعمل أكثر من 20 رافعة لبناء المزيد.
وأسعار العقار في مكة هي الأغلى عالمياً، فهذه البقعة المحصورة ستبقى محتفظة باستمرار بقيمتها المادية والمعنوية، وأوقافها قدر لها أن تبقى خالدة.
ويبلغ سعر المتر المربع من الأرض في مكة نحو 50 ألف ريال، بقعة صغيرة تحوي أكبر تجمع بشري تحتاج إلى هذا البناء الشاهق لاستيعاب الأعداد الكبيرة، وهو ما لا يمكن تحقيقه بالبقاء في نسق البناء القديم.
هذا البناء الشاهق في العاصمة الإسلامية هو تماشٍ سلس مع أحدث مرحلة في توسعات الحرم والأكبر في تاريخه.
كل عام وأنتم بخير،،