ظاهرة بدأت تنتشر بشكل لافت. بنت في ريعان الصبا، (تصعِّر) خدها لشاب جاء يخطب يدها زوجة له وتقبل بزوج في عمر أبيها!! يطرق باب والدها الخطّاب لكنها ترفض أياً منهم بانتظار فارس الأحلام..
فارس الأحلام ليس ذلك الشاب الذي سيأتي راكباً حصاناً أبيض ليحملها معه ويطيران في فضاء السعادة الزوجية التي تنشدها أية فتاة، لكنها تنتظر رجلاً كبيراً في السن يوقف سيارته (البانوراما) أمام البيت قبل أن يعدل شماغه وبشته ليمشي الهوينا ينتظر أن يفتح له فصل الربيع أبوابه من جديد! تتهادى خطاه وتتقارب فقد أثقلته أرصدة الملايين وصكوك الأراضي ومعها بضعة عقود من السنوات التي تركت أثراً بيِّناً في جبينه، هذه النوعية من الرجال أصبح هو ما يستهوي بعض الفتيات في وقتنا الحاضر! الفتاة تحتاج إلى رجل تعتمد عليه وتعيش في ظله، والرجل في نظر الكثير من النساء مجرد (حيطة) قوية تستند إليها، بينما هي ترى شباب اليوم خاصة فئة أبو خماخم والبناطيل الضيِّقة والشعر أبو بكلة! لا يصلح لأن يتحمَّل مسؤولية نفسه فكيف به يتحمَّل أعباء بيت وأسرة! الخوف من الطلاق السريع لأتفه الأسباب أو التطلّع إلى العيش في مستوى مادي آمن! ربما دفع البنات لاختيار كبار السن فهم الأكبر أرصدة والأكثر تروّياً من الشباب من التسبّب في الانفصال. شباب اليوم سريع الانفعال سريع الاشتعال سريع الطلاق! بعضهم ومن خلال تجارب وخبرات النت والشات والتسكع بالأسواق يعتقد أن بنات الناس لعبة! الفقر قد يكون أحد الأسباب التي تدفع الفتاة إلى زواج غير متكافئ! فحب المال والرغبة في أن تعوّض حياتها بحياة أكثر ثراءً هو ما يدفعها للزواج من كبير السن، خطورة مثل هذه الزيجات تظهر بعد عدة سنوات تتمثَّل بندم الفتاة على ما ضيّعته من عمر في سبيل المال لترى نفسها قد حصلت على المال ولكنها لم تحصل على زوج! فالرجل كبير السن يختلف عن الفتاة أفكاراً وثقافةً وقدرةً جسمية وذهنية ولذلك فإن غالبية هذه الزيجات لا تستمر ويكون طلب الطلاق من الفتاة نفسها! بعد أن تكتشف متأخرة أنه ليس بالمال وحده يستقيم عمود الزواج! وهذا ما يؤكّده الأستاذ منصور الجهني من جامعة الأمير نايف العربية للعلوم الأمنية، حيث يقول إن زيجات الفتيات من كبار السن باتت موجودة بوضوح في المجتمعات بسبب المتطلبات الاقتصادية للفتاة وأسرتها. لكنه يؤكِّد أن الخلافات اللاحقة بين الزوجين تودي بهذه الزيجات إلى هاوية الفشل؛ لأن البداية كانت خاطئة، لغياب التوافق بين الزوجين. انتهى كلامه، ولكن لو تم إقناع الفتيات بعدم الارتباط بكبار السن فكيف ستجد زوجاً مناسباً في جيل رباه الآباء والأمهات والمدرسة على عدم تحمّل المسؤولية! فالشاب لم يتعوّد الاعتماد على نفسه وتحمّل مسؤولياته فما زال بعضهم حتى بعد تخرّجه من الجامعة يعتمد على أبيه وأمه وشغالته في كل شيء!
alhoshanei@hotmail.com