«في خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز»
بك اليوم تاريخُ العروبةِ يفخرُ
ويعلو لدين الله شأنٌ وينصرُ
ويحني لك التاريخُ والعزُّ هامةً
وتصغي لك الدنيا بسمعٍ وتنظرُ
وباسمك يا عنوانَ كل فضيلةٍ
فمُ المجدِ صداحٌ بفضلك يجهرُ
فيا خادم الحرمين قد زدتَ رفعةً
وذكرُك في التاريخِ مسكٌ وعنبرُ
تغنت بك الأيامُ إذ عدتَ سالماً
على بركاتِ الله تنهى وتأمرُ
شفاؤك عيدٌ لا يباهى بمثلِه
فحمداً لمن عافاك شكراً يكررُ
علوت جميع الحاكمين بحكمةٍ
وجود وعدل في ربى الأرض ينشرُ
وأيقظت مجدَ العُرْبِ.. أسست نهضةً
بها شأننا في الناسِ يعلو ويذكرُ
ومجد الألى قد عادَ فيك مجسداً
هنا مجدُكَ المشهودُ ما عاد ينكرُ
فيا سيدي يا حلمنَا ومليكنَا
ويا عقل أمتنا الرجيح المدبرُ
ويا آسياً جرحَ الشتات وداعياً
إلى وحدةٍ فيها نُعزُّ ونُنصرُ
وأنت الذي أوفيت حقَ أُخوةٍ
بها أمةُ الإسلامِ دوماً تناصروا
ويا صاحب القلب الكبير وفوق مَنْ
بأوطانِهم ساموا وباعوا وقامروا
مددت لكلِ الأرضِ كفًّا نقيةً
وصغت حواراً جاء للشرِ يَقْصُرُ
فلباكَ محبوبٌ ولباكَ مبغضٌ
ومن ذا الذي يشنى الحكيم وينكرُ
إليك أتيتُ اليومَ أزجي تحيةً
يفوق سناها الشمسَ ضوءاً ويبهرُ
أتيتُكَ من مهدِ العروبةِ حاملاً
ولاءً وحبًّا عاشَ ينمو ويكبرُ
أحبك يا أغلى الرجال شمائلاً
لغيرِك ما كانت وفضلك أكبرُ
وفيتَ فبادلناكَ ما أنت أهلهُ
وفاءً وعهداً بالدماء مسطرُ
وفاءً لبعض البعضِ مما منحتنا
ومازلتَ تعطينا بحبٍ وتؤثرُ
بحدبِ الأبِ الحاني الرحيم حدوتنا
وأسعدتَ دنيانا فإياكَ نشكرُ
مددتَ إلى الصحراء كفًّا خصيبةً
فعادت بساتيناً بها الخيرُ يثمرُ
هنا الأرضُ تنبي عنك يا من أحَلْتَها
جناناً بها ازدانت قصورٌ وأَنْهُرُ
كأنّكَ مخلوقٌ من الجودِ والندى
كديمةِ خيرٍ غيثُها ليس يحصرُ
جُزيتَ عن الإسلامِ خيراً وأهلِه
بما قدمت يمناكَ سراً وتجهرُ
وكم شِدْتَ بالتقوى لمولاكَ مسجداً
بأرجاء دنيانا ومازلتَ تعمرُ
فشكراً لمن أولانا إياكَ نعمةً
وبالنصرِ والتوفيق أنت المؤزرُ
وعذراً لتقصيري فقدرُكَ فوقَ أنْ
يدانيه شعرٌ بالبلاغةِ يسحرُ
فيصل محمد العواضي