إن الحديث عن الآثار هي مسؤولية المتخصصين فيه وهم أساتذة الجامعات والعاملين في قطاع الآثار، ولكن هذا لا يمنع من لديه حس ثقافي ووطني أن يقول وجهة نظره ورؤيته، وهذا ما أنا بصدده في هذه المقالة المتواضعة والتي أهدف من خلالها إثارة ولفت نظر القائمين على الآثار في بلادنا في بعض الملاحظات المشاهدة والتي تسيء للآثار وطمس معالمها؛ فالشركات التي تقوم بفتح الطرق وما يتخللها من إزالة للجبال وما بها من كهوف لا بد أن يكون فيها ما يدل على أنها تحتوي على بعض الآثار، نجد أنها لا تعير إلى ذلك أي اهتمام نتيجة لعدم وجود قوانين وأنظمة منظمة لها كذلك بعض المواطنين الذين يسعون بكل ما يستطيعون الحصول عليها بحثاً عن الريح فتجدهم يقومون بالحفر البدائي عندما يشاهدون صخرة فيها بعض النقوش الأثرية لاقتلاعها وعرضها للبيع وبمبلغ زهيد وأحياناً يقومون بالذهاب بها للمسؤولين عن الآثار لعرضها عليهم وطلب شرائها منهم بحجة أنها قطعة أثرية وهم لا يعلمون أنهم طمسوا أساس معالمها الأثرية مجرد أخذها من موقعها وحتى وإن طلب منهم تحديد المكان الذي أخذوها منه قد لا يستطيعون تحديد موقعها بشكل دقيق مما يجعل المتخصصين في الآثار عدم معرفة ما تدل عليه القطعة الأثرية على الحضارة التي كانت عليه، والنتيجة سوف تكون سلبية سواء كانت علمية والتي يبحث عنها المتخصص بالآثار أو مادية والتي عادة يبحث عنها المواطن الذي ينتظر التعويض المادي فلهذا أطالب المسؤولين عن الآثار ولاسيما الهيئة العليا للسياحة المعنية بالتنقيب عن الآثار والمحافظة عليها من وضع قوانين صارمة تحمي الآثار وطريقة التنقيب عنها لأن المشاهد كما أسلفت يعرض الآثار في المملكة إلى الفوضى وضياع الكثير منها سواء كانت من الشركات أو الأفراد علماً بأن المملكة غنية بالآثار والتي لم يكتشف سوى 15% منها والتي أوضحته بعض الدراسات الإحصائية عن آثار المملكة كذلك لا بد من تكثيف فرق العمل الأكاديمية بالجامعات السعودية المسؤولة عن الآثار كما عملت جامعة الملك سعود في التسعينات الهجرية عندما اكتشفت آثار الفاو في مدينة الأفلاج ومنطقة الجوف وأن يتخلل هذه الجهود التنسيق مع الهيئة العليا للسياحة المسؤولة عن الآثار لتبادل الخبرات والاقتراحات أيضاً الاستعانة بشركات عالمية للبحث عن الآثار في المملكة في الجامعات السعودية على أن تستعين بعلماء الآثار في المملكة من خلال الهيئة العليا للسياحة ليرسموا لها الإستراتيجية والمشاركة معهم ميدانياً أيضاً من الأمور المهمة الأخرى التي يجب أن تهتم بها الهيئة العليا للسياحة الإكثار من المتاحف ولاسيما في مدن المملكة لأن المشاهد من هذه المتاحف قليل جداً لا يتعدى عدد أصابع اليد.
- مكتب التربية العربي لدول الخليج