في فترة مضت عانى الأصفر كثيراً من انقطاعه عن عالم الاحتراف، وظل متشبثاً بقناعات بالية ترفض فتح النوافذ التي تهب منها رياح التغيير الصحي، فكما تنمو الطفيليات في المياه الراكدة, نمت عيوب النصر وعلاته خلف الأبواب الموصدة وتحت الأسرة الهامدة، حتى أتى عليه وقت لم تجر مياه الاحتراف في مجاريه بعد أن كادت تجف منابعه.
ثم تباشر البعض بعودة النصر إلى المكانة التي عرف عنها على مر التاريخ بأنه أحد أهم أركان كرة القدم السعودية، ناسبين ذلك إلى القفزة التي أحدثها رئيسه الحالي الأمير فيصل بن تركي، فبنى أولئك تلك الثقة على تصريحه الشهير الذي غلب لغة الأفعال على الأقوال، وأن وفرة الأموال هي شفرة تفوقه المنتظر.
شعور غريب بالاطمئنان انتاب النصراويون، عندما تذكروا بأن أمورهم أوكلت لرجل بمثالية وهدوء فيصل بن تركي، ذلك الذي أثار حنق أنصار ناديه عندما احتضن ذات يوم ياسر القحطاني بعد نهاية إحدى المباريات التي جمعت فريقه مع الهلال ضمن منافسات الموسم الماضي!.
موسم كان مليئاً بالأحداث الصاخبة الصفراء، بدأت بحادثة عرضية أفرزت قرار مقاطعة بطولات الخليج للأندية، واكبها تبوء الفريق مركزاً أهله للمشاركة في النسخة المقبلة لدوري أبطال آسيا، وكل تلك الأمور رسخت في ذهن المشجع النصراوي أن الموسم الحالي هو للحصاد ولا شيء سواه.
انتصف الموسم ولم تلق الوعود لها مكاناً على أرض الواقع، صحيح أن الفريق قبل التوقف الحالي يتشبث بالوصافة، لكنه مهدد بالتراجع إلى مزاحمة فرق الصف الثاني التي اعتاد على تصدر قائمتها، وهذا هو السيناريو الأقرب لا سيما بعد إكمال نصاب مؤجلات دوري زين بانتهاء مشاركة المنتخب في كأس آسيا.
زد على ذلك وجود عدد من الشكاوى والمطالب المادية لبعض الأندية واللاعبين والكادر الفني الذي كان يقوده الإيطالي والتر زينغا، وهذا ما يتسبب في تأخير عملية الإحلال الشتوي بالفريق قبل استيفاء المتأخرات لأصحابها، وتلك مؤشرات تنذر بمزيد من التدهور.
لا أجافي الحقيقة إن قلت بأن أحداث الموسم الأصفر ستمضي، لكن ذلك البعض المتباهي بنصره سيعود إلى الكتابة بأن النصر (كاد) أن يعود، وكلي خشية ألا تطول عودته في ظل سيطرة لغة الأقوال على الأفعال وغياب المال!.
النصر يا محبيه تنتظره عدة مواعيد، إن أجاد التعامل معها فسيختصر الكثير من خطوات علاج نفسه، ذلك ما يجب أن يكون بمعزل عن التقليب في ملفات لا تسمن ولا تغني من جوع، والحر تكفيه الإشارة.
في الطريق إلى الدوحة
فريق أساسي منح راحة، وفريق رديف أدى مهمته في اليمن، هكذا فهمنا من خطة عمل بيسيرو عن الفترة الماضية، ألم يكن من الأفضل لو شاركت التشكيلة الحالية في بطولة الخليج كحال نظرائها في المنتخبات الخليجية الأخرى، حتى تكون تلك الدورة مرحلة هامة للإعداد لكأس آسيا بدلاً من إحباط العناصر التي أجادت في اليمن ثم اختفت؟!.
ثم إن ما بعد ودية العراق، لمسنا هدوءاً وثقة في تصاريح لاعبي منتخبنا تبعث على التفاؤل، ولا أعلم إن كان السيد بيسيرو قد اطلع على النواحي المعنوية في نفوسهم، أو أنه على الأقل قد قرأ عن هيبة الأخضر ومكانته في أصقاع آسيا، فمع اقتراب ساعة الصفر افتقدنا هوية الأخضر وتحديداً بعد ودية أنجولا، لكن يبقى الأمل بأن تكرر الدوحة مواقفها الإيجابية في احتضان منجزات الأخضر.
سطور لن تجد صداها إلا بعد متابعة تفاصيل مائتين وسبعين دقيقة في إستاد الريان، فاليابان المدججة بالمحترفين تظل منافس شرس ومرشح لانتزاع إحدى بطاقتي المجموعة، وسوريا من المنتخبات التي حان الوقت لها أن ترسم طريقاً في القارة وأنديتها تشهد بذلك، وعن الأردن الشقيق فالقمة لا تسعنا جميعاً.