لا أجد عذراً مقنعاً لمن يكرر في أطروحاته وأحاديثه من «الإعلاميين الشعبيين» في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، وكذلك «الشعراء الشعبيون» في أحاديثهم وتذمرهم من (سلبيات) لا تخفى على أحد كبيع الشعر، واستخدامه - كوجاهة مستعارة - للمستشعرين، أو كإكسسوارات اجتماعية للمستشعرات وغيرها من عيوب الساحة المصنّفة في قائمة سلبياتها الطويلة لسببين أحدهما يخص الإعلاميين والثاني الشعراء، أولاً: ما يخص الإعلاميين: -يجب أن يكون رصدهم لمثل هذه التجاوزات موضوعيا دقيقا محددا بتثبت يكفل صحة موقف كل الأطراف بحيادية ونقاء ورقي ومهنية بعيداً عما يصاحب ذلك -كما شهدت الساحة الشعبية في مواقف مماثلة سابقة- من انفعالات أقرب لشخصنة الأمور وتفسير النوايا منها لغيرها وما صاحبها من تبعات تمثلت بتشنجات مواقف بلغت الهجاء والشكاوي الرسمية.
لهذا نتمنى على بعض الإعلاميين الشعبيين أن يبدؤوا من حيث انتهى غيرهم في محصلات جهودهم ومواقفهم ممن سبقوهم لا أن يستمرؤوا أخطاءهم ويتبنونها مرة أخرى، فكفانا فرقة وتشتتاً في الساحة الشعبية التي يجب أن ندرك (خصوصية نسيجها الخاص وتفاوت ثقافة من ينتمون إليها) في مواهبهم، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه». رواه مسلم.
ثانياً: ما يخص الشعراء الشعبيين: -جميل أن يكون الشاعر مثقفا ومتحدثا ويفعّل حضوره ولكن ليس على حساب ما في جعبته من (شعر جزل) فالملاحظ أن الكثير منهم تفرغ للتنظير الانطباعي الذي لا يرتقي في قيمته الأدبية (للنقد الأدبي)، وأخشى ما أخشاه أن يكونوا من حيث لا يدرون مذبذبين لا يملكون (أدوات الناقد ولا جزالة الشاعر) لأن تجربة الشاعر تتطلب تركيزه عليها والعمل على أن تكون متبلورة تماماً ليكون متميزاً أو ربما متفرداً يغرد خارج السرب إذا خلق الأسباب بدلا من إضاعة وقته فيما لا طائل من ورائه، هذا إذا كان بالفعل يسعى للمنافسة، وتثبيت اسمه في المشهد الثقافي السعودي كما ينبغي إذا عرف حدود دوره المطلوب منه.
وقفة للشاعر الشيخ راكان بن حثلين -رحمه الله-
الذم مايهفي للاجواد ميزان
والمدح مايرفع ردي المشاحي