الصقر من الطيور الجوارح التي يربيها الإنسان ويدربها على صيد الطيور وصيد الأرانب وما شاكلها، والصقر عزيز النفس عزوف عن الأماكن القذرة عزوف عن صيد غيره من الطيور ولا سيما البوم الذي هو جمع بومة.
والبومة طائر قذر خبيث الرائحة ولا يصطاد إلا الصيد الحقير الذي يترفع الصقر عن أن يأكل منه؛ أولاً لأنه حقير وثانياً لأن البوم قد لامسه فأثر فيه برائحته الخبيثة.
يُضرب هذا مثلاً لذوي النفوس الكبيرة التي لا تتطلع إلى الصغائر وإنما تتطلع إلى أعالي الأمور، ثم هي لا تعتمد على غيرها من ذوي النفوس الدنيئة بل تعتمد على نفسها ولا تأكل إلا من عرق جبينها بل إن الأمر قد يتعدى ذلك فيأكل غيرها مما تكسبه أو تصطاده وتكون هي المنعمة المتفضلة وغيرها هم المُنعَم عليهم والمُتفضَّل عليهم في جميع الظروف والأحوال.
(*) الأمثال الشعبية في قلب الجزيرة العربية -تأليف عبدالكريم الجهيمان - الجزء العاشر