يمر السحاب فوق البيد المتعبة من هجير الشمس ورحيل الريح على بساطها المخملي فلما ينهمر الأفق اللازوردي تدب الحياة.. تسكن الرمال بعد ارتحال.. يطرب الرعاة لموسيقى المطر.. وتضم الأرض بشوق فيض السحاب وخير السماء، تتشكل القصيدة من ضوء القناديل التي أضاءتها القلوب ونغني تغريبة القوافل والمطر.. لسيد البيد وأمير القصيد محمد الثبيتي..
تصحو مهجة الصبح.. ويصير الوطن نبيذا تسكبه الغيمة من ريقها في كؤوس السطور، وتغني الربابة تنعش أحزاننا بمواويل عاشق الصحراء، يأتينا بنبأ القوم يحتسون دم الزعفران وتعزف لهم الريح ألحانها فيأتي الصدى بالراحلين إلى واحات السراب.
مع الثبيتي لنا موعد للحنين، والصبح موعدنا للغناء، على سدرة القلب نلوح سلام عليك.. سلام عليك يا مورقا بالصبا.. ويا مترعا بلهيب المواويل.. أشعلت في القلب لهيب الأغنيات.. مُطرنا بوجهك كما السماء بكتك بعد وفاتك.. ولم ينقطع الدمع الا لما فاض الحرف..
سنهتف كلّما آلمنا الحنين إليك.. نستحضرك في عيون الصبايا.. في رحى الأمسيات.. من رائحة الأرض تفوح بماء السماء، لترتل علينا هزيعًا من الليل والوطن المنتظر.
يا للسماء حين تجود وحين تعود وتأخذ ما كان.. سنشرئب بأبصارنا دومًا إليها، لأن الذكرى تهطل منها كمطرها والرائعون يتحولون بعد رحيلهم قناديل في كبدها.. لذا سنكون كالمطر في رحلته اللا منتهية.
يا سيد البيد في الذاكرة أنت وستبقى... سلام عليك.. سلام عليك
للثبيتي
يا طاعنا في النأي
اسلمْ
إذا عثرت خطاك
واسلمْ
إذا عثرت عيون الكاتبين على خُطاك
وما خَطاك!؟
إني أحدق في المدينة كي أراك
فا أراكْ
إلا شميما من أراكْ..