|
لا يسعني نيابة عن والدي -رفع الله عنه وأمده بفيض من رحمته- إلا أن أتوجه بفيض الشكر والامتنان والمحبة والتقدير لكل من تواجد معنا هذا المساء، وعلى رأسهم معالي الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام ولكل من أشاد بوالدي وعلمه ومن أجزل الثناء على سيرة والدي خدمة لدينه ثم أمته ووطنه وفي الوقت الذي تذاكر فيه المتحدثون جوانب من سيرة والدي، مشيدين بجهده وكفاحه ومعاناته إلا أن ما غاب ويغيب عن الجميع وما لم يتطرق - يعني الباحثين والأدباء- إليه في المحاضرات والندوات أو في المقالات والمدونات, ما غاب جدير بأن يعرف عنه كل محب وغيور على قيم وأخلاقيات الأمة, إنني هنا لا أتكلم عن حدث معين ولا عن واقعة بحد ذاتها، لكنني ألقي الضوء على الماضي القريب أو ما يمكن أن أسميه السنوات العشر العجاف من حياة والدي، السنوات التي عز فيها القريب ونأى فيها الصديق وأمسى والدي يعيش في وحدة مملة وقاسية لا يعلم مداها إلا الله بعد أن كان مجلسه يعج بالعشرات من محبيه ومريديه من كل طبقات المجتمع ومن طلبة العلم والأدباء والشعراء وذوي الحاجات وغيرهم إنه انحصار المؤلم يا سادة والتردي للمروءات وكيف أن المصالح والركض خلف الماديات وركام الدنيا بدأ يسرق منَّا ما خلَّفه التاريخ من قيم وأخلاقيات يندر وجودها في أي مجتمع بشري آخر، لكنني أرى من اختصاص وواجب أهل الرأي والفكر والأدب أن تشحذ أفكاركم عمَّا يخبئ هذا التراث من محاسن الأخلاق وجميل العادات التي أرى أنها تنحدر منحدرًا لا يسر الغيوريين ولعلكم تفعلون.
واستجديكم الدعاء من القلب أن يرفع الله عن والدي وأن يمده بالصحة والسلامة وطول العمر وأن يعود إلى البيت ومحبيه سليمًا معافى من كل شر.. إنه سميع مجيب.
عبد العزيز بن عبد الله بن خميس