الرياض- خاص بـ الجزيرة:
التكافل الاجتماعي هو التعاون التام بين أفراد المجتمع لتحقيق الصالح العام، ويضمن للناس في كل زمان ومكان الرفاهية والأخوة والأمان فمجتمع التكافل الاجتماعي هو مجتمع الجسد الواحد، فالتكافل يحقق التضامن والإعالة والرعاية على النحو الذي يجبر القصور الحادث في طرف من أطراف علاقة التكافل فهو تفاعل بين طرفين أو أكثر، ومما لاشك فيه أن تحقيق التكافل الاجتماعي في المجتمع المسلم فريضة وضرورة فرضتها أحكام الشريعة الإسلامية في آيات قرآنية، وأحاديث نبوية كثيرة، عدد من الأكاديميات السعوديات تحدثن عن صور التكافل في المجتمع المسلم، وكيفية ترسيخه في نفوس المسلمين خاصة في عصرنا الحالي الذي اختفت فيه كثير من القيم الإسلامية، ومنها التعاضد والتعاون والترابط بين أفراد المجتمع المسلم.
أثر تطبيق الأركان
تقول د. نجلاء إبراهيم أحمد الجريد عميدة كلية تربية سابقاً: جاء الإسلام بدين الفطرة، قال تعالى: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} (30) سورة الروم، فالناس بطبعهم مدنيون، والإنسان السوي يحب الناس ويحب السلام والأمان مع أقرانه من الناس، أما ترى أن فطرة الدين الخالد الذي جاء لكل زمان ومكان وجاء للثقلين عامة من جن وإنس قد بُنيت أركانه من خمسة أركان لا يصح دين وإسلام المرء بسقوط أحد هذه الأركان، وكل ركن من هذه الأركان يحث على التكافل الاجتماعي، فلو جئنا للركن الأول: وهو الشهادتان، وهذه الشهادتان التي لا يصح لأي مسلم أن يكون مسلماً إلا بالإقرار بهما ونطقهما وتعاهدهما يومياً في دبر كل وضوء، وفي الترديد مع المؤذن وفي كل تشهد في أي صلاة يؤديها، وهذا ذاته يبين مدى اتحاد كلمة جميع المسلمين على كلمة واحدة وهي كلمة التوحيد، بحيث أنه من بدّل غيرها فقد خرج أصلاً عن دائرة الإسلام، ثانياً الصلاة وما فيها من تراص للصفوف وتلاحم، ثم يبدأ بعد ذلك التعارف بين المصلين قبل وبعد أداء الصلاة، وربما يتعرف الناس على جيرانهم من خلال وجودهم في المسجد ثم يأتي السؤال عن مكانه وأحواله ثم يأتي السؤال من المسلم عن أخيه المسلم إذا تغيّب عن المسجد لعدد من الفروض، وهذا من التكافل الاجتماعي, وبالمناسبة فقد لاحظتُ أن التعرّف على الناس في مكان طاعة من الطاعات ومحبتهم فيما بينهم هي من أشد وأقوى صور الحبّ في الله وهو شيء مشاهد ومجرّب، ثالثاً: إيتاء الزكاة وهي مظهر من مظاهر التكافل الاجتماعي والمالي حيث ينفق الغني من ماله الذي ما لبث أن تعب ليلاً ونهاراً حتى يجمعه ثم ينفق منه حقاً مفروضاً لأهل الزكاة، و نجد أن الإخلال وإنكار هذا الركن أو صحته أو فرضيته مخرج عن الملة كما قاتل أبو بكر من منع الزكاة بعد وفاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، بل إننا بجانب كون إنفاق المال كزكاة ركنا من أركان الإسلام نجد كذلك إنفاقه في كثير من الكفارات والأحكام الإسلامية كحق مشروع ومفروض ككفارة اليمين, وكفارة الظهار، والعوض عن صيام رمضان لمن لم يستطع الصوم، والفدية في بعض أحكام الحج والعمرة، وغيرها، رابعاً:صوم رمضان وفي هذا الركن يتجلّى واضحاً إحساس المسلم بأخيه الفقير المعدم الذي لا يجد الطعام إلا نادراً فيبعثه على التصدق والإحسان وهذا من التكافل الاجتماعي والمالي معاً بل إن أجر الصدقة في رمضان مضاعفة أكثر من غيره من شهور السنة، ويتجلى أيضاً تسابق الناس على إفطار الصائمين ومدى الأجر الذي يجده المفطّر لهؤلاء الصائمين، وغير ذلك من اجتماع الناس على صلاة التراويح وصفاء أنفسهم في هذا الشهر الذي قد غلّقت فيه أبواب النيران وفتّحت فيه أبواب الجنة، بل إن الإنسان لا يصح له أن يبدأ بالصيام في بلدة أتمت شهر شعبان 30 يوما إذا علم أن هناك بلدة أخرى قد بدأت الصيام، وكذلك بالنسبة للإفطار, وهذا كله حتى يتم اجتماع الأمة ويزداد توحد الصف ولا يختلف الناس في بلدة واحدة, ويظهر مظهر التكافل الاجتماعي، ويأتي بعد ذلك الركن الخامس: وهو الحج كمظهر خامس من مظاهر التكافل الاجتماعي حيث يجتمع المسلمون من كل حدبٍ وصوب، ومن كل جنسٍ ولون، ومن شتى بقاع الأرض ومختلف أماكنهم، وباختلاف لغاتهم, يجتمعون لأداء نسكٍ واحد, وفي مكان واحد, الغني والفقير, والرئيس والمرؤوس, الصغير والكبير, الأبيض والأسود، القوي والضعيف، قد لبسوا لبساً واحداً، ولبوا تلبية واحدة، وقصدوا مشاعر مقدسة واحدة، وأدوا نسكاً واحداً، وشعائرهم التعبدية واحدة، وتحللهم في نفس الوقت ونفس اليوم (يوم الحج الأكبر)، ونفرتهم وتنقلاتهم بين المشاعر واحدة وفي نفس الزمن، لأن ربهم واحد، ألا تعلمنا هذه الأركان الخمسة لمن كان يؤديها بمعنى التكافل الاجتماعي، ومبدأ اجتماع الكلمة وتوحد الصف وتصافي النفوس والاجتماع على الهدى والتقوى والقوة والمنعة التي تجعلنا نعتز بها، إنه لحريٌّ بنا أن نتفكر في مدى التزامنا بهذه الأركان ومدى تطبيقنا لها وبعدها نجد أنفسنا قد حققنا مبدأ التكافل الاجتماعي لا شعورياً دون الحاجة لأن نكتب عنه مقالات أو ننشر عنه نشرات تحث وترغبُ عليه، فهو من أصل ديننا ومن أصل عقيدتنا، ولكن كل ما علينا فعله هو التزامنا حقاً بأركان ديننا وتطبيقها حق التطبيق.
أساس الأخوة
أما الدكتورة منى بنت حمد العيدان أستاذ الإدارة والتخطيط التربوي المساعد بجامعة الملك فيصل فقالت: الإسلام بتشريعه الخالد ومبادئه السامية وأنظمته العادلة وتوجيهاته الصادقة حقق للمجتمع أرقى صور التكافل بالمفهوم الواسع الشامل. والشواهد من نصوص الكتاب والسنة كثيرة.
ويشمل التكافل في الإسلام مدلولات البر والإحسان والصدقة والزكاة وكل ما يتصل بهذه الألفاظ مما يعطي معنى التعاطف والتعاون والتراحم بين الناس، قال تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا} (36) سورة النساء، وقال تعالى: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ} (177) سورة البقرة، وقال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} (2) سورة المائدة، وقال صلى الله عليه وسلم: (ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى)، وقال صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، وقال صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضها بعضاً)، وقال صلى الله عليه وسلم (خير الناس أنفعهم للناس).
هذه النصوص الكريمة وغيرها صريحة واضحة تخاطب أصحاب الأموال وتذكرهم أن لهم إخواناً في العقيدة والدين يحتاجون إلى العون والمساعدة والأخذ بأيديهم ليتم تكافل البناء، وليصبح قوياً صامداً أمام التيارات والرياح وليبقى الداخل نظيفاً متطابقاً تماماً مع الخارج قلوبهم نظيفة يعطف الأغنياء على الفقراء ويحب الفقراء الأغنياء لا حسد ولا ضغينة ولا بغضاء. مجتمع متماسك متعاون تسوده المحبة والإخاء ويهيمن عليه الإخلاص والوفاء ويرفرف عليه الولاء والعطاء. وقد تحقق هذا المجتمع على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فتمثل الرعيل الأول كل هذه الصفات وقام عليها، ولذا جسد الله تعاونهم في قرآن يتلى إلى يوم القيامة {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} (9) سورة الحشر.
هذا وقد أتت عناية القرآن الكريم بالتكافل ليكون نظاماً لتربية روح الفرد وضميره وشخصيته وسلوكه الاجتماعي، وليكون نظاماً لتكوين الأسرة وتنظيمها وتكافلها، ونظاماً للعلاقات الاجتماعية، بما في ذلك العلاقة التي تربط الفرد بالدولة، وفي النهاية نظاماً للمعاملات المالية والعلاقات الاقتصادية التي تسود المجتمع الإسلامي. ومن هنا فإن مدلولات البر والإحسان والصدقة تتضاءل أمام هذا المدلول الشامل للتكافل.ولقد وضع القرآن أسساً نفسيةً وأخرى مادية لإقامة التكافل الاقتصادي والاجتماعي بين أفراد المجتمع الإسلامي. ولعلَّ من أهمِّ الأسس النفسية هو إقامة العلاقات المادية والمعنوية على أساس الأخوّة، لقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (10) سورة الحجرات، وربط الإيمان باستشعار حقوق الأخ، كما رتَّب على رابطة الأخوّة الحب؛ فلا يؤمن الإنسان المسلم، ولا ينجو بإيمانه، ما لم يحبّ لأخيه ما يحب لنفسه ويعيش معه كالبنيان يشد بعضه بعضاً. وجعل العدل وحفظ الحقوق من قيم الدين الأساسية، بل نُدب إلى عدم الاقتصار على العدل وهو إحقاق الحق، أو إعطاء كلِّ إنسان حقه من دون ظلم، وإنما الارتقاء إلى الإحسان وهو التنازل له عن بعض الحقوق. ومن الأسس النفسية أيضاً الإيثار وهو عكس الأثرة والأنانية. والإيثار تفضيل الآخر على النفس من أجل إشاعة جو العفو والرحمة وهي الغاية التي جاءت من أجلها الشريعة.
إن المجتمع القوي المتماسك هو الذي يكون بين أفراده تعاون وتفاهم ومودة ورحمة ومن الضروري لبقائه وتماسكه أن يظل لذلك وإلا عدت عليه عوادي الزمان وهدمته نوازل الحياة وأصبح عرضة للخراب والدمار.
مفهوم التكافل
وتؤكد الدكتورة لطيفة بنت عبدالعزيز المخضوب من جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن أن الإسلام نظم حياة المسلم فردا، ومع أسرته ومجتمعه، مادياً ومعنوياً، ففرض عليه فروضا يؤديها، وأوجب له حقوقا على مجتمعه؛ لتستقيم الحياة ويسود النظام والأمان، والترابط بين أفراده، ففي الحديث الشريف قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه) في هذا الحديث العظيم يتجسد لنا مفهوم التكافل الاجتماعي في أكمل صوره، هذا التكافل الذي يتبجح الغرب به وينادون به وينشئون الجمعيات والمراكز لتعزيزه شرّعه الإسلام قبل ما يزيد على أربعة عشر قرنا؛ هذا المفهوم الذي يركز على بناء مجتمع متلاحم، يحس بعضه بألم بعض، كما صور ذلك ببلاغة ودقة الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله بتصوير بلاغي بديع: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) ما أروع هذا التشبيه وما أجمله للمجتمع المسلم الذي يشبه الجسد الواحد الذي تصيبه الحمى عندما يتألم جزء منه... إن مفهوم التكافل في الإسلام يركز على بناء مجتمع يرتبط ببعضه برباط قوي من التراحم والتعاضد والتواد ونصرة بعضه لبعض، فالقادر يساند العاجز والغني يعطف على الفقير ويمد له يد السخاء بلا منّ ولا أذى نفسي، فيفرض عليه الزكاة واجبا وركنا من أركان الإسلام، ويحثه على الصدقة ويوجب عليه الكفارات والوفاء بالنذور ولايقف التكافل في الإسلام عند حدود العطاء المادي فقط بل يتعداه إلى كافة أشكال التعاون بين أعضاء المجتمع في حدوده الصغيرة والكبيرة بدءا بالأسرة... فمن أنماط التكافل التي تتوجب على كل فرد وقد يغفل عنها بعضهم: إماطة الأذى عن الطريق، والتناصح بين المسلمين، والدفاع عن عرض أخيك المسلم، وحسن الظن به، واحترام حقوق المارة في الطريق، ورعاية حقوق الجار، وكشف المفسدين، واحتواء النادمين، وتبادل الهدايا بين المسلمين التي تورث المحبة كما بين ذلك صلى الله عليه وسلم: (تهادوا تحابوا).
إن كل ما يساهم في صيانة المجتمع المسلم وتقارب أفراده يدخل تحت مظلة التكافل الاجتماعي قال الله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (71) سورة التوبة.
إن المجتمع الذي يعرف كل فرد واجبه ويؤديه حسب قدرته مهما كان صغيراً هو مجتمع تقل فيه الجرائم ويشيع التكاتف بين أفراده وتسوده الألفة، لأن كل فرد فيه له دور إيجابي فاعل.
مخاطبة الضمير
أما الأستاذة نوال الشافعي المحاضرة بكليات الغد الدولية في تبوك، فأشارت إلى أن الله تعالى شهد للإسلام بأنه دين كامل وشامل لجميع نواحي الحياة، مافرط الله تعالى فيه من شيء، وقد أولى الجوانب الاقتصادية والتكافل الاجتماعي أعظم العناية والبيان وقد جاء أعظم التأكيد والإرشاد في كتاب الله الكريم وفي السنة النبوية وفي سلوك الصحابة رضوان الله عليهم ومن تبعهم من علماء المسلمين على أهمية التكافل بين أفراد المجتمع، وإقامة النظام الاقتصادي الذي يحقق العدالة الاجتماعية التي أولاها الإسلام عنايته الفائقة.
وفي القرآن الكريم آيات عديدة في بيان هذا الاتجاه والترغيب فيه وإثارة مشاعر العطف والإحساس في نفوس المسلمين تجاه الآخرين والدعوة إلى الكرم والإنفاق والتنفير من الشح والبخل. قال تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (261) سورة البقرة، كذلك السنة النبوية جاءت بتأكيد كل تلك المعاني النبيلة التي تؤدي إلى أسمى التكافل بين المسلمين وإلى إقامة أروع نظام اقتصادي ناجح، ومن مميزات التكافل الاجتماعي في الإسلام أن له صيغة الشمولية فهو لايقف عن جهة أو مجتمع أو شخص وإنما ينظر فيه إلى جميع الأمة على أنها كالجسد الواحد وأن مضرة الفرد كمضرة الجميع، والعكس مما يدل على تحقيق جميع أنواع التكافل سواء بين الإنسان ونفسه أو بين أفراد أسرته أو جماعته أو بين أمة وأمة، فالتكافل لا حد له في الإسلام ولاينحصر في جهة دون أخرى وهذه المزية لاتوجد في أي نظام آخر غير الإسلام.
ومن مميزاته أيضاً أنه يخاطب ضمير الإنسان وصفة الكرم فيه وترغيبه في الأجر والثواب لتشجيعه على فعل الخير تجاه الآخرين عن رضى واقتناع فيقنعه في داخل نفسه بأن المال كله لله هو ومالكه وأن الله تعالى هو الذي يرزق ويخلف الخير بأفضل منه والصدقة بعشر أمثالها، ويضاعفها أضعافاً مضاعفة فلهذا نجد أن المسلم يقدم مايقدم من الخير وهو قرير العين لايفكر في أخذ مقابل من أحد {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا} (9) سورة الإنسان.