عندما تفجع المرأة فهي تبوح بكل ما في خاطرها، وعندما تثكل المرأة في ابنها فهي ترجو البر في ابن آخر، وعندما ترمل المرأة في زوجها فهي ترجو العوض في رجل آخر، ولكن عندما تيتم الفتاة فهي لا تجد رجلاً يعزيها في والدها فمهما التفوا الناس من حولها وحاولوا تضميد جرحها فلن يستطيعوا ! فعندما فقدت والدي رحمه الله كانوا حولي جميعاً، ولكن لم أجد منهم أحد يسليني، ولم أرى رجالا من هؤلاء الرجال يملؤ فراغ والدي فكل من حولي رغم محاولتهم مواساتي والتخفيف من مصيبتي إلا أنهم عجزوا من أن يملؤا فراغا بقي شاغرا بعد أبي فما أره عبارة عن أجساد تتحرك فقط ! ومع كثرتهم إلا أنهم كانوا مجرد معزين يؤدون واجبهم وينصرفون لأبقى بعدهم وحيدة ومن أحزنني فقده يقطن تحت الثرى تاركاً خلفه قلوباً أوجعها الفراق ! ففي يوم الخميس الموافق 3-1-1432هـ تمت الصلاة على والدي رحمه الله محمد بن سليمان المحيميد حيث تمت الصلاة على أعظم رجل في حياتي!
رحل فلم أجد أحداً بعده يشابهه لا في مشيته، ولا في جلسته، ولا في رائحته! كان فريداً في كل شيء في همساته وبسماته وفي كل ما يرتبط به ! كان من العظماء في نظري ولن يملأ فراغه أحد بعده! عاش مكافحاً ومات مكافحاً... بعيدا عن كل ما يغضب الله بل كان تقياً في عمله وتعاملاته. فهنيئاً لي كوني ابنته وهنيئا للتراب الذي احتضنه وهنيئاً له قربه من ربه! جعل الله الجنة دارك ومقرك..وجمعني بك عاجلاً في دار كرامته..
العنود محمد المحيميد - شقراء