كنت قد أشرت في المقال السابق إلى أن طريق القصيم مكة المكرمة الذي اعتمد ضمن ميزانية هذا العام 1432هـ - 2011 كان إحدى البشائر التي أعلنها نائب أمير القصيم الأمير د. فيصل بن مشعل وان هذا الطريق يخدم محلياً المناطق: الحدود الشمالية والجوف، وحائل، والقصيم، والشرقية، الرياض، والمدينة المنورة ومكة المكرمة. ودولياً: العراق، الكويت، الأردن وبلاد الشام إجمالاً.. ورغم أن الطريق تبلغ مسافته (630) كم إلا أنه مرحلة مفصلية يربط طريق الرياض القصيم. وطريق حائل القصيم، وطريق المدينة المنورة القصيم.
هذا الطريق أصبح هاجساً وحلماً لنائب أمير القصيم الأمير د فيصل بن مشعل، وقد بدأ بتحقيق هذا الحلم الذي سيعيد اكتشاف منطقة كانت في الظل الإعلامي والتنموي والاهتمام الحضاري لأنها واقعة بين أربع مناطق على الأطراف: الجنوبية للقصيم والجنوبية الشرقية للمدينة المنورة، والغربية للرياض، والشمالية الشرقية لمكة المكرمة.
وينمي بعض المناطق كانت بعيدة عن الطرق السريعة مثل مهد الذهب وعفيف وضرية.. مسار الطريق: يبدأ الطريق من بلدة السيح والحجازية الواقعة على طريق القصيم المدينة المنورة شمال غرب الرس وشمال شرق النبهانية وغرب رياض الخبراء بطول (630) كم اتجاهه العام من الشمال الشرقي باتجاه الجنوب الغربي مع الأخذ بالاعتبار بربطه المتوقع مع طريق حائل القصيم بمسافة تقدر (115) كم حتى تقاطعه مع طريق حائل القصيم السريع.
يخترق طريق القصيم - مكة المكرمة جيولوجية وجيمورفولجية متنوعة حيث يمر عبر إقليم الدرع العربي ويمر عبر الجبال ومجرى وادي الرمة ونفود العريق.. ومن تلك الجبال في القصيم: جبال أبانات الأحمر والأسمر، وجبال شعبا، وجبل سواج، وجبل طخفة، وجبال ليم، وجبال اللجاه، وجبال عسعس. قاطعاً حوالي (170) كم بمنطقة القصيم.
وفي منطقة الرياض يمر بوادي الجرير أحد روافد وادي الرمة في ظواهر جغرافية متعددة تصل إلى (130) كم ثم يدخل في المرحلة الأخيرة منطقة مكة المكرمة بطول حوالي (330) كم حيث يخترق حرة كشب البركانية وهي منطقة وعرة وذات صخور بركانية تنتشر فيها الفوهات (المخاريط البركانية). كما تتميز بعدد من السبخات الملحية ومصائد المياه الواسعة.
بعد ذلك يخترق سهل ركبة وهي مساحة سهلية مستوية ثم يقطع مجرى وادي العقيق حتى يصل موقع ميقات ذات عرق ومنه يخترق الأطراف الجنوبية لحرة رهاط، حيث يسير بمحاذاة وادي الشامية حيث يلتقي مع طريق السيل مكة المكرمة عنده بلدة اللزيمة.