«مرَّ من هنا» هذه لوحة قد نقرأها في أحد شوارع الدول الأوروبية أو روسيا تشير إلى أن أحد الشعراء أو الفنانين المبدعين قد مرَّ من هذا الطريق أو سكن في هذه الجادة، فتعلّق اللوحة للإشارة إلى هذا، ولها من الدلالات العميقة ما يطرح الكثير من التساؤلات..
كيف للمبدع وهو رائد الإبداع وموجه الحياة وصانع الأدب والفن أن يحظى بالتقدير الحقيقي الذي يستحق في حياته قبل مماته؟
كيف لمجتمعه أن يلتفت لإنجازه فيحظى هذا الأديب باهتمامه وحضوره في ساحات إبداعه سواء في الندوات والأمسيات أو في الأندية الأدبية التي لا تحظى ولو بالقدر اليسير مما تحظى به الأندية الرياضية من الحضور؟
كيف لنا قبل أن نشيد له صرحاً أن نضمن له بيتاً يأويه وما يعين أسرته على الحياة والبقاء احتراماً وتقديراً له؟
من المشاريع الكبيرة التي التفتت إليها بعض الدول العربية هي تفريغ المثقف من العمل الذي قد ينتهك طاقاته ووقته وتفريغه للكتابة والإبداع مع مراعاة صرف مكافأة شهرية له.
يسعدني حين أسمع احتفاء الأندية الأدبية بالمبدعين كنهج نادي الرياض في الرائع القصيبي وابن خميس ونادي المدينة في الخطراوي والطائف في ابنه الثبيتي واهتمام الشاعر الوزير بالحضور والمشاركة الفعلية.
كذلك إصدارات صحيفة الجزيرة لكتب مبدعين أثروا الساحة الثقافية.
اهتمام وزير الثقافة والإعلام الشاعر خوجة بالحرص على علاج الثبيتي بما يستحق والحرص الدائم على لقاء الأدباء والمثقفين والاستفادة من آرائهم وطروحاتهم.
اهتمام وزارة التعليم العالي بخطوة راقية لعرض لوحات التشكيليين في أروقتها.
وعزاء صاحب السمو الأمير جلوي نائب أمير الشرقية أسرة الأديب العبيد الذي له الأثر الكبير في نفوسهم.
نود أن يشار إلى الحي الذي قطنه مبدعونا ليكون مزاراً للعامة والخاصة، نريد لهم الحياة الكريمة في حياتهم والخلود لإبداعاتهم وما قدّموا بعد رحيل أجسادهم.
وللثقافة أن تصبح نبراساً ومنارة ولأهلها التقدير والوفاء.
لنازك الملائكة:
أيها الليل ليل روحي أما من
ملجأ من برودة الظلماء؟
ظمأ صارخ بأعماق نفسي
لشعاع مسلسل من ضياء
آه لو كانت السعادة شيئاً
غير هذي الفقاعة السوداء